خطبة لفضيلة الشيخ عبد المالك رمضاني الجزائري حفظه الله
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
خطبة لفضيلة الشيخ عبد المالك رمضاني الجزائري حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال فضيلة الشيخ عبد المالك رمضاني الجزائري حفظه الله في خطبة ألقاها :
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ... أما بعد :
لا يخفى عليكم ما يعيشه المسلمون اليوم من محن ...إن لهم أعداء لا يرحمونهم ولا يغفلون عنهم وتلك سنة الله في خلقه ، أن يمتحن الله الطيب بالخبيث ليستخلص من صف المسلمين صَفوتَه ...
قال الله تعالى : ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب )
ومما يعقد المؤمن قلبه عليه ، أن الله تعالى يعد ولا يخلف ولا ريب أن مدة الامتحان قد طالت ، والمسلمون هم المسلمون
وضعفهم هو ضعفهم ، وذلهم هو ذلهم ، إلا ما شاء الله ولا يحسن بي أن أقف بكم طويلا للبكاء على الأطلال ، لأن ذلك لا يرممها ولا تعداد مآسي المسلمين ، لأن ذلك لا يعالجها وإنما الذي يجب على كل مسلم أن يدركه ، هو معرفته لما يجب عليه أن يقوم به حتى يتخذ الأسباب التي يرتب الله عليها النصر فإن من سنن الله أيضاً أن لكل مسبب سببا وإن الله تبارك وتعالى اشترط على المسلمين الذين ينشدون النصر أن يحققوا شرطين عظيمين ، تحتهما شروط ، ولكننا نكتفي بهذين ...والشرطان الّذان أريد أن أذكرهما إجمالا :
الأول : ... قوة الإيمان ، وتقوى الله عزّ وجل
والشرط الثاني : العُدة المادية ، من عدة بشرية ، وعدة عسكرية لأن الله تعالى قال : ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) فأيما قوة تكون لدى المسلمين لا يرهبها العدو ، فليست بقوة شرعاً ...
وإنني أريد أن أنبه إخواني على أن البدء بتحقيق العدة الأولى ، ألا وهي العدة الإيمانية ... ولا معنى لقوة مادية إذا أقفرت القلوب من تقوى الله عزّ وجل ...وأعظم شيء يعدّه المؤمنين ليتقووا على عدوهم ، أن يتصلوا بالله توحيدا ، محبة ، رجاء ، خوفا ، إنابة ، تخشعا ، وقوفا بين يديه استغناء عما سواه قال الله تعالى : ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم
وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا )
فهل انتبه المسلمون لهذا الشرط العظيم : ( يعبدونني لا يشركون بي شيئا )وهل يرشح للنصر من يعلق أمله بحجر ؟
هل يرشح للنصر من يستغيث بميت من البشر ؟هل يرشح للنصر من يسجد عند قبر ؟هل يرشح للنصر من يطوف بمشهد رجل صالح ؟هل يرشح للنصر من يجعل سره وعلانيته بيد وليّ ، أو يقسم بنبيّ ؟ كل هؤلاء لا يرشحون للنصر ، وكل هؤلاء فينا منهم الكثير لقد روى الإمام أحمد بسند صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بشر هذه الأمة بالسناء والدين ، والرفعة والنصر والتمكين في الأرض فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا ، لم يكن له في الآخرة من نصيب )
فالتبشير حاصل والوعد محقق ولا ريب لكن تأملوا شرط الإخلاص في قوله : ( فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا )
أي هو في صفة عمله عمل حسن ، لكن أراد به هذه الدنيا ومتاعها الرخيص فلذلك لا يُنصر فكيف بمن عمله بغير عمل الآخرة ، أي بغير طاعة الله عزّ وجل لقد خرج عصبة المؤمنين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين ... وكانوا حديثي عهد بالجاهلية والشرك قالوا : يا رسول الله ، اجعل لنا ذات أنواط ، كما لهم ذات أنواط
فقال عليه الصلاة والسلام : الله أكبر- وفي رواية سبحان الله – إنها السنن ، لقد قلتم والذي نفسي بيده
كما قال قوم موسى لموسى : اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ) ...تأمل هذا الحديث ما أعظمه ، لم يمنع النبي صلى الله عليه وسلم جدةُ إسلامهم من أن ينكر عليهم كلمة الشرك ولم يمنع النبي صلى الله عليه وسلم كونُه خارجاً بهذه العصبة الطيبة
لمجاهدة الكفار الخلَّص ، أن يسكت عن خطأ منهم عقديّ لأنه لو سكت عنه لتعثر الجهاد ...فلا يجوز أبداً أن يُسكتَ عن حق الله في أن يعبد وحده ...هذا أول ما أذكر به إخواني ، والله نسأل أن يشرح صدورنا بالتوحيد ...
ـــــــــــ
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ...لا يذهبنّ الوهم بأحدكم إلى أن يقول : مهما كان فينا من عيوب ، فإن أعداءنا كفار ...ولا يذهبن بكم الوهم إلى قاعدة الحسنات والسيئات ، والموازنة بينهما لأن الله تبارك وتعالى أرانا في خير هذه الأمة وصفوتها في رعيلها الأول شيئا من مظاهر الانكسار والضعف والهزيمة ، وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مع أنهم كانوا يواجهون أعتى وأكفر خلق الله يومئذ ولعلكم لا تنسون غزوة أُحد حيث أمر النبي صلى الله عليه وسلم الرماة أن لا يغادروا أماكنهم ...فلما رأى المسلمون أنهم انتصروا ... ترك جمع منهم أماكنهم ...( فأخذوا يقولون : الغنيمة ، الغنيمة . فقال لهم أميرهم عبد الله بن جبير : أنسيتم ما قال لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقالوا : والله لنأتينّ الناس ، فلنصيبنّ من الغنيمة فأتوهم فصرفت وجوههم – أي أنهم ضيعوا الاتجاه الذي يريدونه – وأقبلوا منهزمين ، فأصيب سبعون قتيلا ) حتى دار عليهم عدوهم ، وتركهم الله عزّ وجل ينكشفون بين أيديهم لمجرد مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ...وهم الذين نصر الله تعالى بهم هذا الدين فتركوا أماكنهم ، فترك الله ولاءهم في تلك اللحظة فضاعوا رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم ، لولا أن كتب الله لهم النصر بعد ذلك فتأملوا هذا ، قال الله تعالى ولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير ) وقال : ( وما أصابك من سيئة فمن نفسك ) فمصيبة المرء من نفسه فليعالجها ، فإن الله تعالى معه ما اتقاه كما قال سبحانه : ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) هذا هو الشرط الثاني في عُدة الإيمان ألا وهو متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم حق المتابعة الشرط الأول : أذكركم به ، التوحيد من غير إشراك
الشرط الثاني : متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم من غير ابتداع ولا معصية فإذا كان عامة المسلمين على هذين الوصفين فلن يؤخر الله عنهم النصر ...وكيف كان أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ينتصرون على أعدائهم ؟ مع أنهم بشر يخطئون كما يخطئ غيرهم فقد روى ابن حبان وغيره عن أبي المصبح قال : بينما نحن نسير بأرض الروم في طائفة عليها مالك بن عبد الله الخثعمي إذ مر مالك بجابر بن عبد الله وهو يمشي يقود بغلا له فقال له مالك : أي أبا عبد الله ، اركب فقد حملك الله فقال جابر : أصلح دابتي واستغني عن قومي ، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار ) فأعجب مالكا قوله ، فسار حتى إذا كان يسمعه الصوت ناداه بأعلى صوته : يا أبا عبد الله ، اركب فقد حملك الله فعرف جابر الذي يريد ( فهم جابر أن مالكا يريد إسماع بقية الجيش )فرفع صوته فقال : أصلح دابتي ، واستغني عن قومي وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار )فتواثب الناس عن دوابهم فما رأيت يوما أكثر ماشيا منه ...سبحان الله متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى في غبار الأرض ، هكذا نصر الله تلك الأمة إذن ينبغي لهذه الأمة أن تنتبه إلى أن القضية ليست قضية كثرة عدد ،ولا تجمع على غير هدى هذا يقدر عليه كثير من الأذكياء غير الأزكياء لكن العبرة بتربية أمة على توحيد خالص لله وعلى متابعة مجردة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ...هذا ، واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
قال فضيلة الشيخ عبد المالك رمضاني الجزائري حفظه الله في خطبة ألقاها :
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ... أما بعد :
لا يخفى عليكم ما يعيشه المسلمون اليوم من محن ...إن لهم أعداء لا يرحمونهم ولا يغفلون عنهم وتلك سنة الله في خلقه ، أن يمتحن الله الطيب بالخبيث ليستخلص من صف المسلمين صَفوتَه ...
قال الله تعالى : ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب )
ومما يعقد المؤمن قلبه عليه ، أن الله تعالى يعد ولا يخلف ولا ريب أن مدة الامتحان قد طالت ، والمسلمون هم المسلمون
وضعفهم هو ضعفهم ، وذلهم هو ذلهم ، إلا ما شاء الله ولا يحسن بي أن أقف بكم طويلا للبكاء على الأطلال ، لأن ذلك لا يرممها ولا تعداد مآسي المسلمين ، لأن ذلك لا يعالجها وإنما الذي يجب على كل مسلم أن يدركه ، هو معرفته لما يجب عليه أن يقوم به حتى يتخذ الأسباب التي يرتب الله عليها النصر فإن من سنن الله أيضاً أن لكل مسبب سببا وإن الله تبارك وتعالى اشترط على المسلمين الذين ينشدون النصر أن يحققوا شرطين عظيمين ، تحتهما شروط ، ولكننا نكتفي بهذين ...والشرطان الّذان أريد أن أذكرهما إجمالا :
الأول : ... قوة الإيمان ، وتقوى الله عزّ وجل
والشرط الثاني : العُدة المادية ، من عدة بشرية ، وعدة عسكرية لأن الله تعالى قال : ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) فأيما قوة تكون لدى المسلمين لا يرهبها العدو ، فليست بقوة شرعاً ...
وإنني أريد أن أنبه إخواني على أن البدء بتحقيق العدة الأولى ، ألا وهي العدة الإيمانية ... ولا معنى لقوة مادية إذا أقفرت القلوب من تقوى الله عزّ وجل ...وأعظم شيء يعدّه المؤمنين ليتقووا على عدوهم ، أن يتصلوا بالله توحيدا ، محبة ، رجاء ، خوفا ، إنابة ، تخشعا ، وقوفا بين يديه استغناء عما سواه قال الله تعالى : ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم
وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا )
فهل انتبه المسلمون لهذا الشرط العظيم : ( يعبدونني لا يشركون بي شيئا )وهل يرشح للنصر من يعلق أمله بحجر ؟
هل يرشح للنصر من يستغيث بميت من البشر ؟هل يرشح للنصر من يسجد عند قبر ؟هل يرشح للنصر من يطوف بمشهد رجل صالح ؟هل يرشح للنصر من يجعل سره وعلانيته بيد وليّ ، أو يقسم بنبيّ ؟ كل هؤلاء لا يرشحون للنصر ، وكل هؤلاء فينا منهم الكثير لقد روى الإمام أحمد بسند صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بشر هذه الأمة بالسناء والدين ، والرفعة والنصر والتمكين في الأرض فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا ، لم يكن له في الآخرة من نصيب )
فالتبشير حاصل والوعد محقق ولا ريب لكن تأملوا شرط الإخلاص في قوله : ( فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا )
أي هو في صفة عمله عمل حسن ، لكن أراد به هذه الدنيا ومتاعها الرخيص فلذلك لا يُنصر فكيف بمن عمله بغير عمل الآخرة ، أي بغير طاعة الله عزّ وجل لقد خرج عصبة المؤمنين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين ... وكانوا حديثي عهد بالجاهلية والشرك قالوا : يا رسول الله ، اجعل لنا ذات أنواط ، كما لهم ذات أنواط
فقال عليه الصلاة والسلام : الله أكبر- وفي رواية سبحان الله – إنها السنن ، لقد قلتم والذي نفسي بيده
كما قال قوم موسى لموسى : اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ) ...تأمل هذا الحديث ما أعظمه ، لم يمنع النبي صلى الله عليه وسلم جدةُ إسلامهم من أن ينكر عليهم كلمة الشرك ولم يمنع النبي صلى الله عليه وسلم كونُه خارجاً بهذه العصبة الطيبة
لمجاهدة الكفار الخلَّص ، أن يسكت عن خطأ منهم عقديّ لأنه لو سكت عنه لتعثر الجهاد ...فلا يجوز أبداً أن يُسكتَ عن حق الله في أن يعبد وحده ...هذا أول ما أذكر به إخواني ، والله نسأل أن يشرح صدورنا بالتوحيد ...
ـــــــــــ
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ...لا يذهبنّ الوهم بأحدكم إلى أن يقول : مهما كان فينا من عيوب ، فإن أعداءنا كفار ...ولا يذهبن بكم الوهم إلى قاعدة الحسنات والسيئات ، والموازنة بينهما لأن الله تبارك وتعالى أرانا في خير هذه الأمة وصفوتها في رعيلها الأول شيئا من مظاهر الانكسار والضعف والهزيمة ، وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مع أنهم كانوا يواجهون أعتى وأكفر خلق الله يومئذ ولعلكم لا تنسون غزوة أُحد حيث أمر النبي صلى الله عليه وسلم الرماة أن لا يغادروا أماكنهم ...فلما رأى المسلمون أنهم انتصروا ... ترك جمع منهم أماكنهم ...( فأخذوا يقولون : الغنيمة ، الغنيمة . فقال لهم أميرهم عبد الله بن جبير : أنسيتم ما قال لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقالوا : والله لنأتينّ الناس ، فلنصيبنّ من الغنيمة فأتوهم فصرفت وجوههم – أي أنهم ضيعوا الاتجاه الذي يريدونه – وأقبلوا منهزمين ، فأصيب سبعون قتيلا ) حتى دار عليهم عدوهم ، وتركهم الله عزّ وجل ينكشفون بين أيديهم لمجرد مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ...وهم الذين نصر الله تعالى بهم هذا الدين فتركوا أماكنهم ، فترك الله ولاءهم في تلك اللحظة فضاعوا رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم ، لولا أن كتب الله لهم النصر بعد ذلك فتأملوا هذا ، قال الله تعالى ولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير ) وقال : ( وما أصابك من سيئة فمن نفسك ) فمصيبة المرء من نفسه فليعالجها ، فإن الله تعالى معه ما اتقاه كما قال سبحانه : ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) هذا هو الشرط الثاني في عُدة الإيمان ألا وهو متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم حق المتابعة الشرط الأول : أذكركم به ، التوحيد من غير إشراك
الشرط الثاني : متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم من غير ابتداع ولا معصية فإذا كان عامة المسلمين على هذين الوصفين فلن يؤخر الله عنهم النصر ...وكيف كان أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ينتصرون على أعدائهم ؟ مع أنهم بشر يخطئون كما يخطئ غيرهم فقد روى ابن حبان وغيره عن أبي المصبح قال : بينما نحن نسير بأرض الروم في طائفة عليها مالك بن عبد الله الخثعمي إذ مر مالك بجابر بن عبد الله وهو يمشي يقود بغلا له فقال له مالك : أي أبا عبد الله ، اركب فقد حملك الله فقال جابر : أصلح دابتي واستغني عن قومي ، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار ) فأعجب مالكا قوله ، فسار حتى إذا كان يسمعه الصوت ناداه بأعلى صوته : يا أبا عبد الله ، اركب فقد حملك الله فعرف جابر الذي يريد ( فهم جابر أن مالكا يريد إسماع بقية الجيش )فرفع صوته فقال : أصلح دابتي ، واستغني عن قومي وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار )فتواثب الناس عن دوابهم فما رأيت يوما أكثر ماشيا منه ...سبحان الله متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى في غبار الأرض ، هكذا نصر الله تلك الأمة إذن ينبغي لهذه الأمة أن تنتبه إلى أن القضية ليست قضية كثرة عدد ،ولا تجمع على غير هدى هذا يقدر عليه كثير من الأذكياء غير الأزكياء لكن العبرة بتربية أمة على توحيد خالص لله وعلى متابعة مجردة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ...هذا ، واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ابو وليد- عدد الرسائل : 86
العمر : 54
العمل/الترفيه : العمل على الدعوة الاسلامية
جنسيتك : مغربي
تاريخ التسجيل : 06/12/2008
حفظك الله
حفظك الله اخي الفاضل الطيب كما احسبك على وضع هذه الكلمات المباركات بفضل الله على ما احتوت من نصوص شرعية ظاهرة المعنى لمن كان له قلب حي..والله ارى ان تكتب بماء الذهب كما يقال لما فيها من اسباب النصر للمسلمين والخروج من هذا الوضع الذي لا يخفى...اللهم ارحمنا انه ليس لنا ناصر الا انت فلا تكلنا لانفسنا ولا لاعدائنا ياحي يا قيوم
رد: خطبة لفضيلة الشيخ عبد المالك رمضاني الجزائري حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال فضيلة الشيخ عبد المالك رمضاني الجزائري حفظه الله في خطبة ألقاها :
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ... أما بعد :
لا يخفى عليكم ما يعيشه المسلمون اليوم من محن ...إن لهم أعداء لا يرحمونهم ولا يغفلون عنهم وتلك سنة الله في خلقه ، أن يمتحن الله الطيب بالخبيث ليستخلص من صف المسلمين صَفوتَه ...
قال الله تعالى : ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب )
ومما يعقد المؤمن قلبه عليه ، أن الله تعالى يعد ولا يخلف ولا ريب أن مدة الامتحان قد طالت ، والمسلمون هم المسلمون
وضعفهم هو ضعفهم ، وذلهم هو ذلهم ، إلا ما شاء الله ولا يحسن بي أن أقف بكم طويلا للبكاء على الأطلال ، لأن ذلك لا يرممها ولا تعداد مآسي المسلمين ، لأن ذلك لا يعالجها وإنما الذي يجب على كل مسلم أن يدركه ، هو معرفته لما يجب عليه أن يقوم به حتى يتخذ الأسباب التي يرتب الله عليها النصر فإن من سنن الله أيضاً أن لكل مسبب سببا وإن الله تبارك وتعالى اشترط على المسلمين الذين ينشدون النصر أن يحققوا شرطين عظيمين ، تحتهما شروط ، ولكننا نكتفي بهذين ...والشرطان الّذان أريد أن أذكرهما إجمالا :
الأول : ... قوة الإيمان ، وتقوى الله عزّ وجل
والشرط الثاني : العُدة المادية ، من عدة بشرية ، وعدة عسكرية لأن الله تعالى قال : ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) فأيما قوة تكون لدى المسلمين لا يرهبها العدو ، فليست بقوة شرعاً ...
وإنني أريد أن أنبه إخواني على أن البدء بتحقيق العدة الأولى ، ألا وهي العدة الإيمانية ... ولا معنى لقوة مادية إذا أقفرت القلوب من تقوى الله عزّ وجل ...وأعظم شيء يعدّه المؤمنين ليتقووا على عدوهم ، أن يتصلوا بالله توحيدا ، محبة ، رجاء ، خوفا ، إنابة ، تخشعا ، وقوفا بين يديه استغناء عما سواه قال الله تعالى : ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم
وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا )
فهل انتبه المسلمون لهذا الشرط العظيم : ( يعبدونني لا يشركون بي شيئا )وهل يرشح للنصر من يعلق أمله بحجر ؟
هل يرشح للنصر من يستغيث بميت من البشر ؟هل يرشح للنصر من يسجد عند قبر ؟هل يرشح للنصر من يطوف بمشهد رجل صالح ؟هل يرشح للنصر من يجعل سره وعلانيته بيد وليّ ، أو يقسم بنبيّ ؟ كل هؤلاء لا يرشحون للنصر ، وكل هؤلاء فينا منهم الكثير لقد روى الإمام أحمد بسند صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بشر هذه الأمة بالسناء والدين ، والرفعة والنصر والتمكين في الأرض فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا ، لم يكن له في الآخرة من نصيب )
فالتبشير حاصل والوعد محقق ولا ريب لكن تأملوا شرط الإخلاص في قوله : ( فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا )
أي هو في صفة عمله عمل حسن ، لكن أراد به هذه الدنيا ومتاعها الرخيص فلذلك لا يُنصر فكيف بمن عمله بغير عمل الآخرة ، أي بغير طاعة الله عزّ وجل لقد خرج عصبة المؤمنين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين ... وكانوا حديثي عهد بالجاهلية والشرك قالوا : يا رسول الله ، اجعل لنا ذات أنواط ، كما لهم ذات أنواط
فقال عليه الصلاة والسلام : الله أكبر- وفي رواية سبحان الله – إنها السنن ، لقد قلتم والذي نفسي بيده
كما قال قوم موسى لموسى : اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ) ...تأمل هذا الحديث ما أعظمه ، لم يمنع النبي صلى الله عليه وسلم جدةُ إسلامهم من أن ينكر عليهم كلمة الشرك ولم يمنع النبي صلى الله عليه وسلم كونُه خارجاً بهذه العصبة الطيبة
لمجاهدة الكفار الخلَّص ، أن يسكت عن خطأ منهم عقديّ لأنه لو سكت عنه لتعثر الجهاد ...فلا يجوز أبداً أن يُسكتَ عن حق الله في أن يعبد وحده ...هذا أول ما أذكر به إخواني ، والله نسأل أن يشرح صدورنا بالتوحيد ...
ـــــــــــ
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ...لا يذهبنّ الوهم بأحدكم إلى أن يقول : مهما كان فينا من عيوب ، فإن أعداءنا كفار ...ولا يذهبن بكم الوهم إلى قاعدة الحسنات والسيئات ، والموازنة بينهما لأن الله تبارك وتعالى أرانا في خير هذه الأمة وصفوتها في رعيلها الأول شيئا من مظاهر الانكسار والضعف والهزيمة ، وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مع أنهم كانوا يواجهون أعتى وأكفر خلق الله يومئذ ولعلكم لا تنسون غزوة أُحد حيث أمر النبي صلى الله عليه وسلم الرماة أن لا يغادروا أماكنهم ...فلما رأى المسلمون أنهم انتصروا ... ترك جمع منهم أماكنهم ...( فأخذوا يقولون : الغنيمة ، الغنيمة . فقال لهم أميرهم عبد الله بن جبير : أنسيتم ما قال لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقالوا : والله لنأتينّ الناس ، فلنصيبنّ من الغنيمة فأتوهم فصرفت وجوههم – أي أنهم ضيعوا الاتجاه الذي يريدونه – وأقبلوا منهزمين ، فأصيب سبعون قتيلا ) حتى دار عليهم عدوهم ، وتركهم الله عزّ وجل ينكشفون بين أيديهم لمجرد مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ...وهم الذين نصر الله تعالى بهم هذا الدين فتركوا أماكنهم ، فترك الله ولاءهم في تلك اللحظة فضاعوا رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم ، لولا أن كتب الله لهم النصر بعد ذلك فتأملوا هذا ، قال الله تعالى ولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير ) وقال : ( وما أصابك من سيئة فمن نفسك ) فمصيبة المرء من نفسه فليعالجها ، فإن الله تعالى معه ما اتقاه كما قال سبحانه : ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) هذا هو الشرط الثاني في عُدة الإيمان ألا وهو متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم حق المتابعة الشرط الأول : أذكركم به ، التوحيد من غير إشراك
الشرط الثاني : متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم من غير ابتداع ولا معصية فإذا كان عامة المسلمين على هذين الوصفين فلن يؤخر الله عنهم النصر ...وكيف كان أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ينتصرون على أعدائهم ؟ مع أنهم بشر يخطئون كما يخطئ غيرهم فقد روى ابن حبان وغيره عن أبي المصبح قال : بينما نحن نسير بأرض الروم في طائفة عليها مالك بن عبد الله الخثعمي إذ مر مالك بجابر بن عبد الله وهو يمشي يقود بغلا له فقال له مالك : أي أبا عبد الله ، اركب فقد حملك الله فقال جابر : أصلح دابتي واستغني عن قومي ، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار ) فأعجب مالكا قوله ، فسار حتى إذا كان يسمعه الصوت ناداه بأعلى صوته : يا أبا عبد الله ، اركب فقد حملك الله فعرف جابر الذي يريد ( فهم جابر أن مالكا يريد إسماع بقية الجيش )فرفع صوته فقال : أصلح دابتي ، واستغني عن قومي وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار )فتواثب الناس عن دوابهم فما رأيت يوما أكثر ماشيا منه ...سبحان الله متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى في غبار الأرض ، هكذا نصر الله تلك الأمة إذن ينبغي لهذه الأمة أن تنتبه إلى أن القضية ليست قضية كثرة عدد ،ولا تجمع على غير هدى هذا يقدر عليه كثير من الأذكياء غير الأزكياء لكن العبرة بتربية أمة على توحيد خالص لله وعلى متابعة مجردة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ...هذا ، واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
قال فضيلة الشيخ عبد المالك رمضاني الجزائري حفظه الله في خطبة ألقاها :
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ... أما بعد :
لا يخفى عليكم ما يعيشه المسلمون اليوم من محن ...إن لهم أعداء لا يرحمونهم ولا يغفلون عنهم وتلك سنة الله في خلقه ، أن يمتحن الله الطيب بالخبيث ليستخلص من صف المسلمين صَفوتَه ...
قال الله تعالى : ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب )
ومما يعقد المؤمن قلبه عليه ، أن الله تعالى يعد ولا يخلف ولا ريب أن مدة الامتحان قد طالت ، والمسلمون هم المسلمون
وضعفهم هو ضعفهم ، وذلهم هو ذلهم ، إلا ما شاء الله ولا يحسن بي أن أقف بكم طويلا للبكاء على الأطلال ، لأن ذلك لا يرممها ولا تعداد مآسي المسلمين ، لأن ذلك لا يعالجها وإنما الذي يجب على كل مسلم أن يدركه ، هو معرفته لما يجب عليه أن يقوم به حتى يتخذ الأسباب التي يرتب الله عليها النصر فإن من سنن الله أيضاً أن لكل مسبب سببا وإن الله تبارك وتعالى اشترط على المسلمين الذين ينشدون النصر أن يحققوا شرطين عظيمين ، تحتهما شروط ، ولكننا نكتفي بهذين ...والشرطان الّذان أريد أن أذكرهما إجمالا :
الأول : ... قوة الإيمان ، وتقوى الله عزّ وجل
والشرط الثاني : العُدة المادية ، من عدة بشرية ، وعدة عسكرية لأن الله تعالى قال : ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) فأيما قوة تكون لدى المسلمين لا يرهبها العدو ، فليست بقوة شرعاً ...
وإنني أريد أن أنبه إخواني على أن البدء بتحقيق العدة الأولى ، ألا وهي العدة الإيمانية ... ولا معنى لقوة مادية إذا أقفرت القلوب من تقوى الله عزّ وجل ...وأعظم شيء يعدّه المؤمنين ليتقووا على عدوهم ، أن يتصلوا بالله توحيدا ، محبة ، رجاء ، خوفا ، إنابة ، تخشعا ، وقوفا بين يديه استغناء عما سواه قال الله تعالى : ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم
وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا )
فهل انتبه المسلمون لهذا الشرط العظيم : ( يعبدونني لا يشركون بي شيئا )وهل يرشح للنصر من يعلق أمله بحجر ؟
هل يرشح للنصر من يستغيث بميت من البشر ؟هل يرشح للنصر من يسجد عند قبر ؟هل يرشح للنصر من يطوف بمشهد رجل صالح ؟هل يرشح للنصر من يجعل سره وعلانيته بيد وليّ ، أو يقسم بنبيّ ؟ كل هؤلاء لا يرشحون للنصر ، وكل هؤلاء فينا منهم الكثير لقد روى الإمام أحمد بسند صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بشر هذه الأمة بالسناء والدين ، والرفعة والنصر والتمكين في الأرض فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا ، لم يكن له في الآخرة من نصيب )
فالتبشير حاصل والوعد محقق ولا ريب لكن تأملوا شرط الإخلاص في قوله : ( فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا )
أي هو في صفة عمله عمل حسن ، لكن أراد به هذه الدنيا ومتاعها الرخيص فلذلك لا يُنصر فكيف بمن عمله بغير عمل الآخرة ، أي بغير طاعة الله عزّ وجل لقد خرج عصبة المؤمنين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين ... وكانوا حديثي عهد بالجاهلية والشرك قالوا : يا رسول الله ، اجعل لنا ذات أنواط ، كما لهم ذات أنواط
فقال عليه الصلاة والسلام : الله أكبر- وفي رواية سبحان الله – إنها السنن ، لقد قلتم والذي نفسي بيده
كما قال قوم موسى لموسى : اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ) ...تأمل هذا الحديث ما أعظمه ، لم يمنع النبي صلى الله عليه وسلم جدةُ إسلامهم من أن ينكر عليهم كلمة الشرك ولم يمنع النبي صلى الله عليه وسلم كونُه خارجاً بهذه العصبة الطيبة
لمجاهدة الكفار الخلَّص ، أن يسكت عن خطأ منهم عقديّ لأنه لو سكت عنه لتعثر الجهاد ...فلا يجوز أبداً أن يُسكتَ عن حق الله في أن يعبد وحده ...هذا أول ما أذكر به إخواني ، والله نسأل أن يشرح صدورنا بالتوحيد ...
ـــــــــــ
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ...لا يذهبنّ الوهم بأحدكم إلى أن يقول : مهما كان فينا من عيوب ، فإن أعداءنا كفار ...ولا يذهبن بكم الوهم إلى قاعدة الحسنات والسيئات ، والموازنة بينهما لأن الله تبارك وتعالى أرانا في خير هذه الأمة وصفوتها في رعيلها الأول شيئا من مظاهر الانكسار والضعف والهزيمة ، وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مع أنهم كانوا يواجهون أعتى وأكفر خلق الله يومئذ ولعلكم لا تنسون غزوة أُحد حيث أمر النبي صلى الله عليه وسلم الرماة أن لا يغادروا أماكنهم ...فلما رأى المسلمون أنهم انتصروا ... ترك جمع منهم أماكنهم ...( فأخذوا يقولون : الغنيمة ، الغنيمة . فقال لهم أميرهم عبد الله بن جبير : أنسيتم ما قال لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقالوا : والله لنأتينّ الناس ، فلنصيبنّ من الغنيمة فأتوهم فصرفت وجوههم – أي أنهم ضيعوا الاتجاه الذي يريدونه – وأقبلوا منهزمين ، فأصيب سبعون قتيلا ) حتى دار عليهم عدوهم ، وتركهم الله عزّ وجل ينكشفون بين أيديهم لمجرد مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ...وهم الذين نصر الله تعالى بهم هذا الدين فتركوا أماكنهم ، فترك الله ولاءهم في تلك اللحظة فضاعوا رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم ، لولا أن كتب الله لهم النصر بعد ذلك فتأملوا هذا ، قال الله تعالى ولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير ) وقال : ( وما أصابك من سيئة فمن نفسك ) فمصيبة المرء من نفسه فليعالجها ، فإن الله تعالى معه ما اتقاه كما قال سبحانه : ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) هذا هو الشرط الثاني في عُدة الإيمان ألا وهو متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم حق المتابعة الشرط الأول : أذكركم به ، التوحيد من غير إشراك
الشرط الثاني : متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم من غير ابتداع ولا معصية فإذا كان عامة المسلمين على هذين الوصفين فلن يؤخر الله عنهم النصر ...وكيف كان أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ينتصرون على أعدائهم ؟ مع أنهم بشر يخطئون كما يخطئ غيرهم فقد روى ابن حبان وغيره عن أبي المصبح قال : بينما نحن نسير بأرض الروم في طائفة عليها مالك بن عبد الله الخثعمي إذ مر مالك بجابر بن عبد الله وهو يمشي يقود بغلا له فقال له مالك : أي أبا عبد الله ، اركب فقد حملك الله فقال جابر : أصلح دابتي واستغني عن قومي ، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار ) فأعجب مالكا قوله ، فسار حتى إذا كان يسمعه الصوت ناداه بأعلى صوته : يا أبا عبد الله ، اركب فقد حملك الله فعرف جابر الذي يريد ( فهم جابر أن مالكا يريد إسماع بقية الجيش )فرفع صوته فقال : أصلح دابتي ، واستغني عن قومي وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار )فتواثب الناس عن دوابهم فما رأيت يوما أكثر ماشيا منه ...سبحان الله متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى في غبار الأرض ، هكذا نصر الله تلك الأمة إذن ينبغي لهذه الأمة أن تنتبه إلى أن القضية ليست قضية كثرة عدد ،ولا تجمع على غير هدى هذا يقدر عليه كثير من الأذكياء غير الأزكياء لكن العبرة بتربية أمة على توحيد خالص لله وعلى متابعة مجردة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ...هذا ، واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ابو وليد- عدد الرسائل : 86
العمر : 54
العمل/الترفيه : العمل على الدعوة الاسلامية
جنسيتك : مغربي
تاريخ التسجيل : 06/12/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى