يوم الحسرة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
يوم الحسرة
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى وانذرهم يوم الحسرة ) ويقول تعالى أيضا : ( افأمنوا مكر الله فلا يامن مكر الله الا القوم الخاسرين) أخي الفاضل ينبغي أن نقف مع هذه الآيات ليتبن هذا المكر ، امكر بنا ام لنا ، (فانه لا يامن مكر الله إلا القوم الخاسرون ) إنها وقفة ينبغي أن تقرن مع النفس قبل يوم الحسرة قال تعالى ( وانذرهم يوم الحسرة اذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون ) والحسرة حسرتان ، حسرة في الدنيا وحسرة في الآخرة ، انك تجد الناس يتحسرون في الدنيا على ماذا يتحسر المؤمن ؟ وعلى ماذا يتحسر المنافق؟ انظر إلى قوله تعالى افمن زين له سوء عمله فان الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء ، فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ان الله عليم بما يصنعون) ، وكان سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم يتحسر على كفر الكافرين وضلال الضالين ، وبعد الناس عن الالتزام بالدين .
فتلك حسرات المؤمنين يتحسر على أن الله لم يهدي الناس أجمعين ، تبلغ الحسرة ذروتها ، ونحن اليوم نشاهد الأمة تتخبط يمينا وشمالا وعلى طريق .والله جل جلاله ينادي ويقول وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبع السبل فتفرق بكم عن سبيله) حين يرى المؤمن كم المتبرجات ، يتحسر ويقول الا من شريعة تضبط هؤلاء الفارات من الله ، حين ترى كما هائلا من تاركي الصلاة تتحسر ،اليس هناك رادع يجمع هؤلاء ، الفارين من الله في بيت من بيوت الله، تتحسر ان ليس لك قدرة ، تتحسر كما قالها لوط عليه السلام حين قال كما جاء في كتاب الله ( قال لو أن لي بكم قوة ، أو آوي إلى ركن شديد ) ان الحسرة تبلغ مبلغها حين ترى الضلال يحيط بنا من كل مكان ، ويطل برأسه ـ وقد رفعت له الأعلام ، وزين للناس الباطل ، وزخرف وألبس ثوب الحق ، واخرج به الناس ، بل وحملوا عليه وأنت مكتوف اليد واللسان، تتحسر عند هذه الحالة ان ليس بيدك ان تهدي هؤلاء الناس ، نعم . تلك هي حسرة المؤمن ، ومن وجه آخر يتحسر على كل لحظة طاعة فاتت لم تقم فيها لله بحق ،
أخي الكريم بكى احد السلف عند موته ،فقيل ما يبكيك ؟ قال : ابكي على ليلة نمتها وعلى يوم أفطرته ، وعلى ساعة غفلت فيها عن ذكر الله ، والذي لا يتحسر في الدنيا على فوات الحسنات ، وعلى فوات الخيرات ، وعلى فوات ارتفاع الدرجات ، في الجنات ، فحتما يتحسر يوم القيامة ولا تنفعه الندامة، ففي سنن أبي داوود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم قعد مقعدا لم يذكر الله فيه كانت عليه من الله ثرة ، ومن اضطجع مضجعا لايذكر الله فيه ، كانت عليه من الله ترة، وما مشى مشيا لا يذكر الله فيه كانت عليه من الله ثرة ، والثرة النقص والتبعة .
ان لم تتحسر في الدنيا ، فلا بد ان تحصل الحسرة يوم تحق الحقائق وتبين الدقائق ، ويظهر فضل الله للعاملين ، ويحرم منه من بعد عن ذكر الله ، هذه حسرة المؤمنين:
فما حسرة المنافقين؟على ماذا يتحسر أهل الدنيا ، يقول ابن القيم : من قرت عينه بالله قرت به كل عين ، ومن لم تقر عينه بالله ذهبت نفسه على الدنيا حسرات ، يتحسرون على كل شيء فإذا رأى سيارة احدث من سيارته تحسر، وإذا رأى بيتا أوسع من بيته تحسر ، وإذا رأى أولادا أجمل وأكثر من أولاده تحسر ، وإذا رأى صحة أجود من صحته تحسر ، هكذا تذهب نفسه حسرات ، فهو دائما طائر القلب بين لو وإذا لا يرضى لله بقضاء ، فتذهب نفسه على ساعة حسرات ،هذان فريقان ، وهناك فريق ثالث لايتحسر على دين ولا على دنيا ، اذا فاته الذكر أو أوقات طلب العلم او فاته قيام الليل ، او فاته صيام او فاته خير من الخيرات ، فانه لا يهمه الأمر ،
فانه من لم يتحسر على فوات الخير في الدنيا ، تحسر يوم القيامة ولا بد ، أخي الفاضل أذكرك يوم الحسرة ، سماه ربنا يوم الحسرة ، لأنه مليئا بالحسرات الظاهرة، اعلم يقينا ان الله جل جلاله انزل هذا القرآن ليخبرنا بمكنونات أنفسنا ، لذلك قال جل وعلا ( وانه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم عليم )
أخي الكريم الأسباب التي تجلب الحسرة يوم القيامة التفريط والغفلة ، نعم أخي الفاضل يوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة ، تقول النفس لو ان الله هداني لكنت من المتقين ، بلى قد هدانا الله ، الهدى مطروح ومعلوم وواضح ، والصراط قويم ولكن نحن الذي لا نريد فحين يأتيك الموت تقول لو ان الله هداني ان أرشدك وفتح لك الباب فوليت ظهرك وما ولجته ، هذا هو السبب الأول من أسباب الحسرة ( ان تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وان كنت لمن الساخرين)
الثاني الغفلة تولد التفريط ، التفريط يولد الحسرة ، فالغفلة عن الله هي التي تولد التفريط في حدود الله فتضيع الأوامر ، ان الغفلة والتفريط مرض من الأمراض المنتشرة في الأمة وان شئت فسميه( وباء ) الوباء الخطير والداء الجسيم المنتشر في الأمة في هذه الأيام وإياك استسهال الأمور ، وإياك التفريط ، فانه يجر إلى جهنم ، وعندما يتحسر يقول يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله ، يوم لا تنفع الحسرة ، فلا سميع ولا مجيب لقد انذر وحذر ، ولكن كان ممن قال فيهم الله سبحانه وتعالى : جعلوا اصابيعهم في أدانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا .. ولا حول ولا قوة الا بالله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى وانذرهم يوم الحسرة ) ويقول تعالى أيضا : ( افأمنوا مكر الله فلا يامن مكر الله الا القوم الخاسرين) أخي الفاضل ينبغي أن نقف مع هذه الآيات ليتبن هذا المكر ، امكر بنا ام لنا ، (فانه لا يامن مكر الله إلا القوم الخاسرون ) إنها وقفة ينبغي أن تقرن مع النفس قبل يوم الحسرة قال تعالى ( وانذرهم يوم الحسرة اذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون ) والحسرة حسرتان ، حسرة في الدنيا وحسرة في الآخرة ، انك تجد الناس يتحسرون في الدنيا على ماذا يتحسر المؤمن ؟ وعلى ماذا يتحسر المنافق؟ انظر إلى قوله تعالى افمن زين له سوء عمله فان الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء ، فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ان الله عليم بما يصنعون) ، وكان سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم يتحسر على كفر الكافرين وضلال الضالين ، وبعد الناس عن الالتزام بالدين .
فتلك حسرات المؤمنين يتحسر على أن الله لم يهدي الناس أجمعين ، تبلغ الحسرة ذروتها ، ونحن اليوم نشاهد الأمة تتخبط يمينا وشمالا وعلى طريق .والله جل جلاله ينادي ويقول وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبع السبل فتفرق بكم عن سبيله) حين يرى المؤمن كم المتبرجات ، يتحسر ويقول الا من شريعة تضبط هؤلاء الفارات من الله ، حين ترى كما هائلا من تاركي الصلاة تتحسر ،اليس هناك رادع يجمع هؤلاء ، الفارين من الله في بيت من بيوت الله، تتحسر ان ليس لك قدرة ، تتحسر كما قالها لوط عليه السلام حين قال كما جاء في كتاب الله ( قال لو أن لي بكم قوة ، أو آوي إلى ركن شديد ) ان الحسرة تبلغ مبلغها حين ترى الضلال يحيط بنا من كل مكان ، ويطل برأسه ـ وقد رفعت له الأعلام ، وزين للناس الباطل ، وزخرف وألبس ثوب الحق ، واخرج به الناس ، بل وحملوا عليه وأنت مكتوف اليد واللسان، تتحسر عند هذه الحالة ان ليس بيدك ان تهدي هؤلاء الناس ، نعم . تلك هي حسرة المؤمن ، ومن وجه آخر يتحسر على كل لحظة طاعة فاتت لم تقم فيها لله بحق ،
أخي الكريم بكى احد السلف عند موته ،فقيل ما يبكيك ؟ قال : ابكي على ليلة نمتها وعلى يوم أفطرته ، وعلى ساعة غفلت فيها عن ذكر الله ، والذي لا يتحسر في الدنيا على فوات الحسنات ، وعلى فوات الخيرات ، وعلى فوات ارتفاع الدرجات ، في الجنات ، فحتما يتحسر يوم القيامة ولا تنفعه الندامة، ففي سنن أبي داوود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم قعد مقعدا لم يذكر الله فيه كانت عليه من الله ثرة ، ومن اضطجع مضجعا لايذكر الله فيه ، كانت عليه من الله ترة، وما مشى مشيا لا يذكر الله فيه كانت عليه من الله ثرة ، والثرة النقص والتبعة .
ان لم تتحسر في الدنيا ، فلا بد ان تحصل الحسرة يوم تحق الحقائق وتبين الدقائق ، ويظهر فضل الله للعاملين ، ويحرم منه من بعد عن ذكر الله ، هذه حسرة المؤمنين:
فما حسرة المنافقين؟على ماذا يتحسر أهل الدنيا ، يقول ابن القيم : من قرت عينه بالله قرت به كل عين ، ومن لم تقر عينه بالله ذهبت نفسه على الدنيا حسرات ، يتحسرون على كل شيء فإذا رأى سيارة احدث من سيارته تحسر، وإذا رأى بيتا أوسع من بيته تحسر ، وإذا رأى أولادا أجمل وأكثر من أولاده تحسر ، وإذا رأى صحة أجود من صحته تحسر ، هكذا تذهب نفسه حسرات ، فهو دائما طائر القلب بين لو وإذا لا يرضى لله بقضاء ، فتذهب نفسه على ساعة حسرات ،هذان فريقان ، وهناك فريق ثالث لايتحسر على دين ولا على دنيا ، اذا فاته الذكر أو أوقات طلب العلم او فاته قيام الليل ، او فاته صيام او فاته خير من الخيرات ، فانه لا يهمه الأمر ،
فانه من لم يتحسر على فوات الخير في الدنيا ، تحسر يوم القيامة ولا بد ، أخي الفاضل أذكرك يوم الحسرة ، سماه ربنا يوم الحسرة ، لأنه مليئا بالحسرات الظاهرة، اعلم يقينا ان الله جل جلاله انزل هذا القرآن ليخبرنا بمكنونات أنفسنا ، لذلك قال جل وعلا ( وانه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم عليم )
أخي الكريم الأسباب التي تجلب الحسرة يوم القيامة التفريط والغفلة ، نعم أخي الفاضل يوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة ، تقول النفس لو ان الله هداني لكنت من المتقين ، بلى قد هدانا الله ، الهدى مطروح ومعلوم وواضح ، والصراط قويم ولكن نحن الذي لا نريد فحين يأتيك الموت تقول لو ان الله هداني ان أرشدك وفتح لك الباب فوليت ظهرك وما ولجته ، هذا هو السبب الأول من أسباب الحسرة ( ان تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وان كنت لمن الساخرين)
الثاني الغفلة تولد التفريط ، التفريط يولد الحسرة ، فالغفلة عن الله هي التي تولد التفريط في حدود الله فتضيع الأوامر ، ان الغفلة والتفريط مرض من الأمراض المنتشرة في الأمة وان شئت فسميه( وباء ) الوباء الخطير والداء الجسيم المنتشر في الأمة في هذه الأيام وإياك استسهال الأمور ، وإياك التفريط ، فانه يجر إلى جهنم ، وعندما يتحسر يقول يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله ، يوم لا تنفع الحسرة ، فلا سميع ولا مجيب لقد انذر وحذر ، ولكن كان ممن قال فيهم الله سبحانه وتعالى : جعلوا اصابيعهم في أدانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا .. ولا حول ولا قوة الا بالله
ابو وليد- عدد الرسائل : 86
العمر : 54
العمل/الترفيه : العمل على الدعوة الاسلامية
جنسيتك : مغربي
تاريخ التسجيل : 06/12/2008
بوركت
بارك الله فيك و جزاك كل خير واسأله سبحانه ان يحي قلوبنا بذكره وان لا يجعلنا من الغافلين النادمين يوم الدين..اللهم آآآآآمين
رسالة شكر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكرك اخي الحبيب وجزاك الله عنا خيرا
وعن المسلمين وجعلني الله واياكم
من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه
ابو وليد
اشكرك اخي الحبيب وجزاك الله عنا خيرا
وعن المسلمين وجعلني الله واياكم
من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه
ابو وليد
ابو وليد- عدد الرسائل : 86
العمر : 54
العمل/الترفيه : العمل على الدعوة الاسلامية
جنسيتك : مغربي
تاريخ التسجيل : 06/12/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى