منتدى اهل السنة والاثر منبر التصفية والتربية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اثار التوحيد

اذهب الى الأسفل

اثار التوحيد Empty اثار التوحيد

مُساهمة  ابو وليد الجمعة يناير 02, 2009 2:54 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى ( أأرباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار ) يوسف
ان التوحيد الخالص من شوائب الشرك اذا تحقق في حياة الإنسان او قامت عليه حياة امة آتى أينع الثمرات وحقق انفع الآثار في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، والعبودية لغير الله كيف ما كان نوعها ، ليس الا امتهانا للإنسان ، وإذلالا له، حيث يلزمه الخضوع للمخلوقات، والعبودية لأشياء او لأناس لا يخلقون شيئا وهم يخلوقون ، ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ، ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا.
أما الإنسان الذي يعبد الها واحدا فهو يحرر نفسه من كل عبودية الا ربه الذي خلقه فسواه ، ويحرر عقله من الخرافات والأوهام، ويحرر ضميره من الخضوع والذل والاستسلام، ويحرر حياته من تسلط الفراعنة والأرباب والمتألهين على عباد الله.
ولهذا يجب على الإنسان ان يقاوم زعماء الشرك وطغاة الجاهلية ، كما كانوا يفعلوا الأنبياء والمرسلون ، لأنهم كانوا يعلمون ان لا اله الا الله ( إعلان عام لتحرير البشر) وإسقاط لكل الجبابرة من عروش تألههم الكاذب ، وإعلاء لجباه المؤمنين فلا تركع الا لله رب العالمين .
والتوحيد يكون الشخصية المتزنة، التي تميزت في الحياة وجهتها، وتوحدت غايتها ، وتحدد طريقها ، فليس لها الا الها واحدا تتجه اليه ، في الخلوة والجلوة، وتدعوه في السراء والضراء ، وتعمل على ما يرضيه في الصغيرة والكبيرة ، بخلاف الذي له أرباب كثيرة فحينها يتوجه الى الله وحين يتوجه الى هذا وحين إلى الأخر .
وقال الله تعالى ( ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا ) الزمر. مثل المؤمن يعبد الها واحدا عرف ما يرضيه وما يسخطه، فوقف على ما يرضيه واستراح، ومثل الذي عنده كثير من الأرباب ، هذا يوجهه الى الشرق ، وذاك الى الغرب ، وهذا يأخذه إلى اليمين وآخر الى اليسار، فهم شركاء متشاكسون ، وهو بينهم مشتت ، موزع لا ثبات له ولا قرار .
ويملا نفس صاحبه امنا وطمأنينة ، فلا يخاف الا الله ، فيسد جميع المنافذ للخوف التي يفتحها الناس على أنفسهم ، الخوف على الرزق ، والخوف على الأجل ـ والخوف على النفس ،والخوف على الأهل والأولاد، والخوف من الجن والخوف من الموت ، والخوف مما بعد الموت. المؤمن الموحد فلا يخاف شيئا ولا يخاف أحدا إلا الله ولهذا تراه آمنا ، اذا خاف الناس ، مطمئنا اذا قلق الناس، هادئا اذا اضطرب الناس ، وفي هذا قال الله عز وجل : ( الذين ءا منوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم اؤلائك لهم الأمن وهم مهتدون) الأنعام وهذا الأمن ينبع من داخل النفس لا من حراسة الشرطة ، وهذا امن الدنيا ، وأما امن الآخرة فهو أعظم وأبقى ، لأنهم اخلصوا لله ولم يخلطوا توحيدهم بظلم.
والتوحيد يمنح لصاحبه قوة نفسية هائلة، لما تمتلئ به نفسه من الرجاء في الله ، والثقة به والتوكل عليه، والرضا بقضائه ، والصبر على بلائه، والاستغناء عن خلقه ، فيكون راسخ كالجبل لا تزحزحه الحوادث ولا تزعزعه الكوارث، كلما ألمت به نازلة، او حلت به شدة رفض اللجوء الى الخلق، واتجه بقلبه الى الخالق ، اياه يسال، ومنه يستمد، وعليه يعتمد، لا يرجو غيره، في كشف الضر،وجلب الخير، ولا يمد يده الى احد الا الى الله ضارعا داعيا منيبا اليه. بشعار قول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنه ( اذا سالت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله )
وقوله تعالى: ( وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو ، وان يردك بخير فلا راد لفضله، يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم) يونس. وقوله تعالى: ( اني توكلت على الله ربي وربكم ، ما من دابة الا هو آخد بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم) الأنفال .
انه منطق قوي يعبر على نفس واثقة ، وعزيمة صلبة ، وإيمان قوي بالله ، وروح لا تعرف الضعف او الخوف ، لأنها تستمد قوتها من التوكل على الله .( ومن يتوكل على الله فان الله عزيز حكيم) هود.
اذا كان التوحيد يعد أساسا لحرية الإنسان وإشعاره بعزته وكرامته ، فهو أساس أيضا لاتباث الإخوة الإنسانية والمساواة البشرية ، لان الأخوة والمساواة لا تتحققان في حياة الناس اذا كان بعضهم أربابا لبعض ، فأما إذا كانوا كلهم عباد الله ، فهذا هو أصل المساواة والإخاء بين الناس ، ولهذا كانت دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم الى ملوك الأرض ورؤساء الدول تختم بهذه الآية الكريمة ( تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ، ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله ) آل عمران.
وكان من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم عقب كل الصلوات هذا الدعاء الرائع العظيم:
اللهم ربنا ورب كل شيء ومليكه ، انا شهيد انك الله وحدك لا شريك لك.
اللهم ربنا ورب كل شيء ومليكه ، انا شهيد ان محمدا عبدك ورسولك .
اللهم ربنا ورب كل شيء ومليكه ، انا شهيد ان العباد كلهم اخوة.
وهذه الشهادات الثلاث المذكورة من النبي صلى الله عليه وسلم : يرتبط بعضها ببعض.
فاعلان الإخوة الإنسانية العامة ( ان العباد كلهم إخوة ) تفرد الله تعالى بالالوهية وحده فلا شريك له ولا أرباب معه، ولا يستحق الخضوع والعبادة الا هو الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا احد.
وعبودية محمد صلى الله عليه وسلم لله ، وتبليغه عنه ينفي عنه كل شبهة او رائحة للالوهية ، فليس الها ولا ابن اله ، ولا ثالث اله ، كما زعم النصارى للمسيح.
واذا تقررت هاتان الحقيقتان : ألوهية الله وحده ، وعبودية الناس جميعا له ، ترتب على ذلك تقرير الحقيقة الثالثة وهي : ان عباد الله إخوة متساوون ، فلا تمييز عنصري ، ولا تفرقة بين الألوان ، ولا تفاضل بين الأنساب : قال الله عز وجل ( ان أكرمكم عند الله اتقاكم) الحجرات
ان من اهانة الإنسان لنفسه وانحطاط لكرامته ومنزلته ، فقد استخلفه الله في الأرض وكرمه وعلمه الأسماء كلها وسخر له ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه. وجعل له السيادة على كل ما في هذا الكون، ولكنه جهل قدر نفسه ـ وجعل بعض عناصر هذا الكون ، يخضع له ويسجد ، وهو سيد الخليقة المطاع، وأي اهانة للإنسان ان يرى ، المئات الملايين في عصرنا هذا يؤمن بالخرافات والأباطيل ويعتقد ان وجود مؤثر في هذا الكون غير الله ، من الكواكب ، او الجن ، او الأشباح او الأرواح، او غير ذلك ، ويصبح عقله مستعدا لقبول كل الخرافات وتصديق كل دجال من الكهنة والعرافين والسحرة والمنجمين ، والأضرحة،وأشباه هؤلاء ممن يدعون معرفة الغيب ،كما يشيع في مثل هذا المجتمع إهمال الأسباب والسنن الكونية، والاتكال على التمائم والسحر والتوله ونحوها .
والذي يتخذ غير الله ربا ظلم عظيم: ظلم للحقيقة وظلم لنفسه وظلم للغير .
الظلم للحقيقة ’: لان أعظم الحقائق ان لا اله الا الله ولا رب غيره ، ولا حكم سواه ،وهو يتخذ غير الله الها ، وبغي غير الله ربا ، وغيره حكما .
وظلم للنفس: لأنه يجعل نفسه عبدا لمخلوق مثله .
وظلم للغير : فقد ظلمه حيث أعطاه من الحق ما ليس له .
ان التوحيد مصدر للأمن والطمأنينة، وتصديق الدجالين مصدر للمخاوف والأوهام، فان الذي يتقبل عقله الخرافات ، ويصدق الأباطيل ، يصبح خائف من جهات شتى ، من الأوهام التي ينشرها هؤلاء الدجالين والكهنة وإتباعهم، ويروجونها بين الناس ، وينتشر في جو تلك المجتمع التطير والتشاؤم والرعب من غير سبب ظاهر، كما قال الله تعالى: ( سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ) آل عمران.
ومعوق للعمل النافع . معطل لايجابية الانسان واعتماده على نفسه . بعد الله . ويعلم اصحابه الاتكال على الشفعاء والوسطاء لهم .يرتكبون المبيقات ويقترفون الآثام معتمدين على ان اضرحتهم ستشفع لهم عند الله . وهذا ما كان يعتقد مشركوا العرب، ( يقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله )يونس
ومثل هؤلاء النصارى الذين يعملون ما شاء لهم من المنكرات والموبيقات ، معتقدين ان ربهم ، المسيح - قد كفر عنهم الخطايا حين صلب - بزعمهم وفدى البشر.
وفي الآخرة يكفي ان الذنب الذي لا يقبل بحال كما قال تعالى ( ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر دون ذلك لمن يشاء ، ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما) المائدة وقال تعالى انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة وماواه النار وما للظالمين من انصار) النساء
اللهم اجعلنا من الذين يتبعون دينك القويم وصراطك المستقيم . آمين يا رب
ابو وليد
ابو وليد

ذكر عدد الرسائل : 86
العمر : 54
العمل/الترفيه : العمل على الدعوة الاسلامية
جنسيتك : مغربي
تاريخ التسجيل : 06/12/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى