اغتاب فلسطين الجزء الاول
صفحة 1 من اصل 1
اغتاب فلسطين الجزء الاول
اغتصاب فلسطين 1
بريطانيا تغري اليهود في أوربا إلى ترك مجتمعاتهم التي يعيشون فيها والهجرة إلى فلسطين لاستخدامهم أداة لتمزيق وحدة العرب والمسلمين، وتتولى بريطانيا إيجاد الحركة الصهيونية ومشروع زرع إسرائيل في فلسطين.وأخذت تلاحق ذلك بدأب حتى إذا آلت إليها الوصاية في فلسطين فتحت أبوابها للهجرة اليهودية وسهلت إقامتهم، ويتصدى أهل فلسطين والبلدان العربية المجاورة للخطر الداهم، والحقيقة أنه لم يحدث في تاريخ الدول أن قامت دولة بالطريقة الشاذة المصطنعة التي قامت بها إسرائيل مستندة إلى اتقافات دولية بين المنظمات الصهيونية والدول الاستعمارية الكبرى فقد زُرعت زرعاً، وكانت النتيجة اغتصاب فلسطين وتشريد شعبها وزرع شعب آخر دخيل مكانه وهذا ما ليس له مثيل في البشاعة في تاريخ البشرية.
المعلق الثاني : القدس مدينة السلام والأمان وزهرة المدائن، في بداية هذا القرن كان الناس في فلسطين يعيشون في أمان واطمئنان في ظل الحكم العثماني، وكانوا غافلين عما يحاك في الظلام في دهاليز السياسات الأوربية حيث كانت تدبر المؤامرات لاقتلاع أهل فلسطين من وطنهم وزرع اليهود مكانهم.القوى الأوربية تستغل ضعف الدولة العثمانية للتدخل في شئون البلاد وإقامة اتصالات مباشرة مع العدد القليل من اليهود في فلسطين وتبادر بريطانيا في إقامة قنصلية لها في القدس عام 1842ويتلقى القنصل البريطاني تعليمات من حكومته بضرورة حماية اليهود وتشجيعهم على الإقامة في فلسطين، وكان اليهود يدخلون فلسطين بأعداد قليلة حتى في ذلك الوقت المبكر عن طريق التحايل على القوانين العثمانية.البدايات الأولى لإقامة إسرائيل نجدها في الطموحات الاستعمارية البريطانية في القرن التاسع عشر، ففي أعقاب حملة نابليون على مصر عام 1839 شعرت بريطانيا بأن من الضروري بمكان أن تكون فلسطين تابعة لها نظرًا لموقعها الاستراتيجي الهام على الطريق إلى الهند ومستعمراتها الأخرى في آسيا، فشجعت اليهود على القدوم إلى فلسطين لاستعمالهم أداة لتقوية نفوذها في هذه المنطقة.كانت الدول الأوربية في القرن التاسع عشر تتبع السياسة التي جاءت بها الثورة الفرنسية في دمج اليهود في المجتمعات التي يعيشون فيها وكانت فكرة تذويب اليهود في مجتمعاتهم الأوربية هي الفكرة السائدة والمقبولة في ذلك الوقت، حيث إنها جاءت متمشية مع شعار المساواة الذي نادت به الثورة الفرنسية.
المعلق الأول : إلا أنه في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ومن أجل تحقيق مطامعها الاستعمارية اختارت بريطانيا تسخير اليهود للقيام بمهمة إنشاء كيان سياسي تابع لها في فلسطين، فعملت بريطانيا على إيجاد اتجاه سياسي لدى اليهود الأوربيين بديل لفكرة الدمج، فتمخض عن ذلك ولادة ما يسمى بالحركة الصهيونية وهي الأداة الاستعمارية التي تولت مهمة تحويل أنظار اليهود الأوربيين من فكرة الاندماج إلى فكرة تجميع اليهود في فلسطين، وقد جاءت التطورات في أوربا مواتية لدفع اليهود في التمشي مع مخططات بريطانيا.ففي روسيا قام عدد من اليهود باغتيال القيصر أليكساندر الثاني عام 1881 وأصبحت روسيا تكن عداءً شديداً لهم.وفي فرنسا تفجرت قضية درايفاس عام 1894 الذي كان ضابطاً يهوديًا في الجيش الفرنسي واتهم بالتجسس لحساب ألمانيا وحكم عليه بالسجن، إلا أن اليهود تمكنوا من إطلاق سراحه من خلال حملة منظمة ساهمت فيها الصحافة بدور كبير وكانت هذه من أول القضايا التي استخدم فيها اليهود الصحافة كوسيلة لإرهاب الحكومات وتزييف الحقائق خدمة لمآربهم ويستفيد دعاة الفكرة الصهيونية من هذه الأوضاع ويعملون على بذر بذور الشقاق بين اليهود الأوربيين ومجتمعاتهم. ويبرز في هذه الفترة تيودور هرتلز الصحفي اليهودي النمساوي الذي كان متمسكًا بيهوديته وبفكرة الدمج ولكنه تحول أخيرًا إلى الفكرة الصهيونية وأصبح أول رئيس للحركة الصهيونية وأصدر كتاب الدولة اليهودية ونظم أول مؤتمر صهيوني في بال بسويسرا عام 1897. وقد ذهب هرتزل إلى استانبول خلال عامي 1901 و 1902 عارضًا على السلطان عبد الحميد الثاني أن يسدد اليهود جميع الدولة العثمانية مقابل تسمية فلسطين وطنًا لهم إلا أن السلطان عبد الحميد رفض ذلك بشدة، وفي اللقاء الثاني بينهما قال السلطان عبد الحميد مخاطبًا هرتزل:
السلطان عبد الحميد :لو كنت أعلم أنك جئت اليوم تطلب مني ما رفضت إجابتك إليه من قبل لما سمحت لك بالدخول علي، واعلم يا هرتزل أن فلسطين جزء من أرض الإسلام، وأرض الإسلام لا تباع بالذهب والدراهم ولقد حصلنا على كل شبر منها ببذل دماء أجدادنا ولن نفرط بشبر منها قبل أن نبذلك كل دمائنا دفاعًا عنها.
المعلق الأول :وتواصل الأحداث الجارية في أوربا على دفع الحركة الصهيونية إلى الأمام، ففي روسيا في عهد القيصر نيقول الثاني ينتشر البؤس والقهر في أوساط الطبقة العاملة التي تنذر انتفاضتها بقرب قدوم الثورة الشيوعية.
المعلق الثاني : وفي إنجلترا في عام 1903 وافق شمبرلن وزير المستعمرات البريطاني على طلب هرتزل بتخصيص أوغندة مكانًا لإقامة دولة يهودية، ولكن المنظمة الصهيونية تراجعت عن هذا الطلب بعد وفاة هرتزل، ثم تولى حييم وايزمان رئاسة المنظمة الصهيونية. بدأ اليهود بالوصول إلى فلسطين قادمين من أوربا الشرقية وألمانيا والنسما منذ عام 1840 بمساعدة بريطانيا التي راحت تضغط على الدولة العثمانية، وجاءت أول موجة للهجرة عام 1882. وقام أثرياء اليهود الإنجليز من أمثال إدموند ديروتشيلد بتمويل إقامة مستعمرات زراعية في فلسطين. في عام 1910 أنشأ اليهود أول مستعمرات زراعية، ولم تكن لهذه المستعمرات الزراعية أي قيمة اقتصادية لكن الحركة الصهيونية كانت تريد من اليهود الاشتغال بالزراعة لربطهم بالأرض. وبحلول عام 1914 كان هناك أربع عشرة مستعمرة زراعية يهودية، ولقد قاومت الحكومة العثمانية هجرات اليهود إلى فلسطين، غير أنهم لجأوا إلى التحايل كالتجنس بجنسيات مختلفة وإلى الاستعانة بقناصل الدول الغربية في القدس.
المعلق الأول :وخلال الحرب العالمية الأولى عملت بريطانيا على استمالة اليهود الألمان إلى صف الحلفاء، وأبرزت بريطانيا في هذه الفترة أشخاصًا كانوا مغمورين من اليهود من أمثال جابوتنسكي الذي كان جنديًا في الجيش البريطاني. وكذلك بنجوريون تمهيدًا لتكليفهم بمهمات مستقبلية في فلسطين، وتشهد هذه الفترة ظهور فكرة نقل الخلافة من الأتراك إلى العرب، وقد اجتمع قادة العرب على تحقيق هذه الفكرة، كما يشهد هذا الوقت قيام محادثات بين الشريف حسين بن علي وبريطانيا التي وعدت بالمساعدة لإقامة حكم عربي في بلاد المشرق العربي، وكان الكولونيل البريطاني لورانس همزة الوصل في هذه الجهود.
في روسيا لعب اليهود بقيادة تروسكي دورًا رئيسيًا في الثورة الشيوعية عام 1917 وسعى الإنجليز إلى توجيه التيار الثوري لصالحهم والتدخل في الثورة الروسية بواسطة اليهود الذين كانوا يتعاونون معهم.
وفي الحرب كان الأسطول البريطاني بأمس الحاجة إلى ما يعزز كافته ضد الأسطول الألماني المتفوق فقدم رئيس المؤتمر اليهودي وعالم الكيمياء حييم وايزمان للإنجليز نوعاً جديداً من المتفجرات وسيلعب وايزمان دورًا حاسمًا في صدور وعد بيلفور.
ذلك الوعد الذي سعى من أجله رئيس الوزراء البريطاني لوي جورج ووزيره اليهودي إدوين مونتاجو، بينما عارض زعماء يهود آخرون وعد بيلفور منهم كلود مونتيفيوري وليونيل ديروتشيلد وغيرهم ممن عارضوا قيام دولة يهودية كما أن البابا بينديكت الخامس عشر رفض قيام دولة يهودية في فلسطين انسجامًا مع المطلب التاريخي للنصارى بعدم دخول اليهود إلى مدينة القدس.
وهو المطلب الذي وافق عليه خليفة المسلمين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كما جاء في العُهدة العمرية.
أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم، سقيمها وبرئها وسائر ملاتها، أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من حيزها ولا من صلبهم ولا من شيء من أموالهم ولا يُكرهون على دينهم ولا يضار أحد منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود، وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن...
المعلق الأول :ولكن الإنجليز تنصلوا من منطلب النصارى التاريخي الوارد في العهدة العمرية بعدم السماح لليهود بالدخول إلى القدس، ومنحوا اليهود بما يسمى بوعد بيلفور
المعلق الثاني : وجاء الوعد في رسالة موجهة من اللورد بيلفور وزير خارجية بريطانيا إلى أحد زعماء اليهود بتاريخ الثاني من تشرين الثاني عام 1917 جاء فيها: " إن حكومة بريطانيا تنظر بعين العطف إلى إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين وستبذل قصارى جهدها لتسهيل بلوغ هذا الهدف".وبعد شهر من صدور ذلك الوعد احتلت القوات البريطانيا فلسطين في شهر كانون أول عام 1917 وبعد حصار طويل تمكن الجنرال الإنجليزي ألنري من احتلال مدينة القدس بعد التغلب على القوات العثمانية التي استبسلت في الدفاع عن المدينة المقدسة، وبهذا بدأ عهد مظلم من الاحتلال البريطاني انتهى بإقامة إسرائيل. وقد تكالب المنتصرون في الحرب العالمية الأولى فرنسا وبريطانيا بالاستيلاء على المناطق التي كانت تابعة للدولة العثمانية، وتقاسموا النفوذ فيما بينهم. وبموجب اتفاقية سان ريمو في عام 1920 انتدبت فرنسا على لبنان وسوريا بينما انتدبت بريطانيا على العراق وفلسطين.
المعلق الأول :واستغلت القوات البريطانية دورها كقوة انتداب، وأخذت تعمل على تنفيذ وعد بيلفور، كان أول عمل قامت به بريطانيا بعد أن آلت إليها الولاية على فلسطين هو فتح أبوابها للهجرة اليهودية، وبالسيطرة على فلسطين من قبل الإنجليز أصبح الفلسطينيون بدون دولة تحميهم وراحت بريطانيا واليهود يصادرون أراضيهم ويقيمون عليها المدن والمستعمرات اليهودية، وقد تصرفت بريطانيا بفلسطين نتيجة وعد بيلفور وكأنها جزء من أراضيها ورفضت الاعتراف بوجود الشعب الفلسطيني، وسهلت لليهود إنشاء التنظيمات الإدارية التي تجعل منهم مجتمعًا منظمًا متماسكًا له قيادة سياسية وإدارية مستقلة عن إدارة حكومة الانتداب. وفي غمار هذا الاستعمار الاستيطاني عمل المستوطنون اليهود على وضع أسس مدينة تل أبيب على الساحل الفلسطيني على القرب من مدينة يافا. كان اليهودي هربرت صموئيل أول من تولى إدارة الانتداب البريطاني في فلسطين تحت اسم المندوب السامي وراح يعمل بهمة ونشاط لتنفيذ وعد بيلفور. وعندما قام اللورد بيلفور بافتتاح أول جامعة يهودية في القدس كان أهل فلسطين قد بدأوا يتحسسون الخطر الداهم الذي يتهددهم، وكانت مظاهر سخطهم على الإنجليز بادية للعيان.
المعلق الثاني : وقد استمات الفلسطينيون في الدفاع عن بلادهم، وكانت الحقبة الممتدة من عام 1917 بدء الاحتلال البريطاني وحتى عام 48 هي حقبة كفاح متواصل وثورات لا تكاد تنقطع ضد زرع اليهود في فلسطين. ومن أهم ثورات أهل فلسطين ثورة البراق في القدس عام 29 والتي امتدت إلى الخليل ونابلس ويافا وغيرها من مدن فلسطين مما حدا بسلطات الانتداب البريطاني إلى تعزيز وجودها العسكري. وفي عام 36 اندلعت الثورة في فلسطين مرة أخرى واستمرت ثلاث سنوات ورافقها إضراب عام لمدة ستة أشهر، ومن أجل إخماد الثورة استخدم الإنجليز أساليب البطش والحصار ومعسكرات الاعتقال وفرض الغرامات ومصادرة الممتلكات وأساليب الخداع السياسي. وهاجم الثوار معسكرات المحتلين وقوافلهم فرد الإنجليز بإحراق المحاصيل الزراعية، واستشهد خلال ثورة عام 36 ألفا فلسطيني وقتل مائتا جندي بريطاني وثلاثمائة مستوطن يهودي وتحت ضغط الثورة اضطر اليهود إلى مغادرة القدس تحت حماية الجنود الإنجليز فيما كان المواطنون العرب يعانون الأمرين عند حواجز التفتيش البريطانية ويتعرضون للتنكيل والاعتقال والمطاردة من قبل الإنجليز. ورغم إجراءات الإنجليز القمعية تواصلت الثورة، وكان المطلب الأول للفلسطينيين في ثورة عام 36 وقف الهجرة اليهودية إلى بلادهم والتي بلغت أوجها في الثلاثينيات نتيجة الاتفاقية المعروفة بين الحركة الصهيونية وحكومة ألمانيا النازية، والتي سمح بموجبها ليهود ألمانيا بالهجرة إلى فلسطين وأخذ ممتلكاتهم معهم فارتفع عدد المهاجرين اليهود إلى 61 ألفًا عام 35 ونحجت الثورة في خفض العدد إلى عشرة آلاف مهاجر عام 37.
المعلق الأول :وخلال ثورة عام 1936 وجد الإنجليز أن المستعمرات اليهودية كانت ذات نفع كبير لهم من وجهة نظر عسكرية لأنها أشبه ما تكون بالقلاع، فالمستعمرة هي عبارة عن مدينة فوق الأرض وأخرى تحت الأرض ويتم بناء المستعمرات على نمط عسكري وكل مجموعة منها تؤلف مع بعضها منظومة دفاعية والمستعمرات مزودة بأجهزة إنذار وأبراج مراقبة حتى تكون نقاطًا دفاعيًة حصينة.
وتظاهرت بريطانيا بعدم إثارة العرب عشية الحرب العالمية الثانية فدعت إلى لندن بعض الزعماء العرب لحضور مؤتمر المائدة المستديرة، ولما فشلت محاولتها أصدرت ما يسمى بالكتاب الأبيض الذي حدد هجرة اليهود إلى فلسطين، ولم يرحب اليهود بالكتاب الأبيض لأنه قيد هجرتهم.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تراجعت بريطانيا عن سياسة الكتاب الأبيض الذي يقيد هجرة اليهود إلى فلسطين حيث أُقيمت لهم مخيمات تجميع في مختلف أنحاء أوربا تمهيدًا لنقلهم إلى فلسطين، وفتحت السلطات البريطانية أبواب فلسطين أمامهم وأعلنت ذلك رسميًا وقد قدم الأوربيون مختلف المساعدات للمهاجرين اليهود من مال وسلاح ومواد مختلفة.
المعلق الثاني :
ويتصدى العرب لهذا الموقف حيث شارك الملك عبد الله ملك الأردن والملك فاروق ملك مصر والملك عبد العزيز ملك السعودية، إضافة إلى ممثلين عن لبنان وسوريا والعراق في اجتماع للجامعة العربية يُعقد في القاهرة، بينما يعقد في أواخر عام 46 في لندن مؤتمر فلسطين بمشاركة بريطانيا وأميريكا والعرب وانتهى المؤتمر بالفشل حيث رفض الجميع مشروع بريطانيا لإقامة دولة موحدة في فلسطين ولكن العرب طالبوا بإنهاء الاحتلال البريطاني وإعلان استقلال فلسطين.
اليهود يصلون إلى فلسطين تحت جنح الظلام، فمنذ بداية الحرب العالمية الثانية بدأ اليهود باتباع استراتيجية ثلاثية تقوم على الهجرة السرية والإرهاب واستغلال الولايات المتحدة - القوة الصاعدة الكبرى- وبالفعل فقط عملت الحركة الصهيونية على نقل آلاف اليهود من أوربا وإدخالهم سرًا إلى فلسطين، وذلك عدا عن عشرات الآلاف من اليهود والذين سمحت لهم سلطات الانتداب البريطاني بدخول البلاد علنًا.
وكانت بريطانيا تتلاعب في مسألة الهجرة اليهودية بحيث تتغاضى عن المهاجرين وتسمح لهم بالدخول سراً في بعض الأحيان وتمنعهم من ذلك في أحيان أخرى إذا انكشف أمر قدومهم.
وأفضل مثال على هذا التلاعب سفينة الركاب أكسودوس الخروج التي أبحرت من فرنسا إلى ميناء حيفا وكان على متنها أكثر من أربعة آلاف وخمسمائة يهودي.
المعلق الأول :
وقد أبحرت السفينة تحت الحماية والرقابة المتواصلة للطائرات الإنجليزية، ولما وصلت السفينة ميناء حيفا، أخرت السلطات البريطانيا دخول هؤلاء إلى فلسطين بعض الوقت.
وتم إنزال المهاجرين في قبرص لفترة مؤقتة، وقد أقيمت للمهاجرين اليهود مخيمات خاصة في قبرص مجهزة بالخدمات ثم نقل هؤلاء المهاجرون اليهود أخيرًا إلى فلسطين وتقدر مصادر بريطانية أن أكثر من عشرين ألفًا من اليهود وصلوا إلى فلسطين سرًا بين عامي 1939 و 1943 وكان الموظفون البريطانيون يتعاونون مع المنظمة الصهيونية لتسهيل دخولهم البلاد.
منقول عن فضائية المجد
بريطانيا تغري اليهود في أوربا إلى ترك مجتمعاتهم التي يعيشون فيها والهجرة إلى فلسطين لاستخدامهم أداة لتمزيق وحدة العرب والمسلمين، وتتولى بريطانيا إيجاد الحركة الصهيونية ومشروع زرع إسرائيل في فلسطين.وأخذت تلاحق ذلك بدأب حتى إذا آلت إليها الوصاية في فلسطين فتحت أبوابها للهجرة اليهودية وسهلت إقامتهم، ويتصدى أهل فلسطين والبلدان العربية المجاورة للخطر الداهم، والحقيقة أنه لم يحدث في تاريخ الدول أن قامت دولة بالطريقة الشاذة المصطنعة التي قامت بها إسرائيل مستندة إلى اتقافات دولية بين المنظمات الصهيونية والدول الاستعمارية الكبرى فقد زُرعت زرعاً، وكانت النتيجة اغتصاب فلسطين وتشريد شعبها وزرع شعب آخر دخيل مكانه وهذا ما ليس له مثيل في البشاعة في تاريخ البشرية.
المعلق الثاني : القدس مدينة السلام والأمان وزهرة المدائن، في بداية هذا القرن كان الناس في فلسطين يعيشون في أمان واطمئنان في ظل الحكم العثماني، وكانوا غافلين عما يحاك في الظلام في دهاليز السياسات الأوربية حيث كانت تدبر المؤامرات لاقتلاع أهل فلسطين من وطنهم وزرع اليهود مكانهم.القوى الأوربية تستغل ضعف الدولة العثمانية للتدخل في شئون البلاد وإقامة اتصالات مباشرة مع العدد القليل من اليهود في فلسطين وتبادر بريطانيا في إقامة قنصلية لها في القدس عام 1842ويتلقى القنصل البريطاني تعليمات من حكومته بضرورة حماية اليهود وتشجيعهم على الإقامة في فلسطين، وكان اليهود يدخلون فلسطين بأعداد قليلة حتى في ذلك الوقت المبكر عن طريق التحايل على القوانين العثمانية.البدايات الأولى لإقامة إسرائيل نجدها في الطموحات الاستعمارية البريطانية في القرن التاسع عشر، ففي أعقاب حملة نابليون على مصر عام 1839 شعرت بريطانيا بأن من الضروري بمكان أن تكون فلسطين تابعة لها نظرًا لموقعها الاستراتيجي الهام على الطريق إلى الهند ومستعمراتها الأخرى في آسيا، فشجعت اليهود على القدوم إلى فلسطين لاستعمالهم أداة لتقوية نفوذها في هذه المنطقة.كانت الدول الأوربية في القرن التاسع عشر تتبع السياسة التي جاءت بها الثورة الفرنسية في دمج اليهود في المجتمعات التي يعيشون فيها وكانت فكرة تذويب اليهود في مجتمعاتهم الأوربية هي الفكرة السائدة والمقبولة في ذلك الوقت، حيث إنها جاءت متمشية مع شعار المساواة الذي نادت به الثورة الفرنسية.
المعلق الأول : إلا أنه في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ومن أجل تحقيق مطامعها الاستعمارية اختارت بريطانيا تسخير اليهود للقيام بمهمة إنشاء كيان سياسي تابع لها في فلسطين، فعملت بريطانيا على إيجاد اتجاه سياسي لدى اليهود الأوربيين بديل لفكرة الدمج، فتمخض عن ذلك ولادة ما يسمى بالحركة الصهيونية وهي الأداة الاستعمارية التي تولت مهمة تحويل أنظار اليهود الأوربيين من فكرة الاندماج إلى فكرة تجميع اليهود في فلسطين، وقد جاءت التطورات في أوربا مواتية لدفع اليهود في التمشي مع مخططات بريطانيا.ففي روسيا قام عدد من اليهود باغتيال القيصر أليكساندر الثاني عام 1881 وأصبحت روسيا تكن عداءً شديداً لهم.وفي فرنسا تفجرت قضية درايفاس عام 1894 الذي كان ضابطاً يهوديًا في الجيش الفرنسي واتهم بالتجسس لحساب ألمانيا وحكم عليه بالسجن، إلا أن اليهود تمكنوا من إطلاق سراحه من خلال حملة منظمة ساهمت فيها الصحافة بدور كبير وكانت هذه من أول القضايا التي استخدم فيها اليهود الصحافة كوسيلة لإرهاب الحكومات وتزييف الحقائق خدمة لمآربهم ويستفيد دعاة الفكرة الصهيونية من هذه الأوضاع ويعملون على بذر بذور الشقاق بين اليهود الأوربيين ومجتمعاتهم. ويبرز في هذه الفترة تيودور هرتلز الصحفي اليهودي النمساوي الذي كان متمسكًا بيهوديته وبفكرة الدمج ولكنه تحول أخيرًا إلى الفكرة الصهيونية وأصبح أول رئيس للحركة الصهيونية وأصدر كتاب الدولة اليهودية ونظم أول مؤتمر صهيوني في بال بسويسرا عام 1897. وقد ذهب هرتزل إلى استانبول خلال عامي 1901 و 1902 عارضًا على السلطان عبد الحميد الثاني أن يسدد اليهود جميع الدولة العثمانية مقابل تسمية فلسطين وطنًا لهم إلا أن السلطان عبد الحميد رفض ذلك بشدة، وفي اللقاء الثاني بينهما قال السلطان عبد الحميد مخاطبًا هرتزل:
السلطان عبد الحميد :لو كنت أعلم أنك جئت اليوم تطلب مني ما رفضت إجابتك إليه من قبل لما سمحت لك بالدخول علي، واعلم يا هرتزل أن فلسطين جزء من أرض الإسلام، وأرض الإسلام لا تباع بالذهب والدراهم ولقد حصلنا على كل شبر منها ببذل دماء أجدادنا ولن نفرط بشبر منها قبل أن نبذلك كل دمائنا دفاعًا عنها.
المعلق الأول :وتواصل الأحداث الجارية في أوربا على دفع الحركة الصهيونية إلى الأمام، ففي روسيا في عهد القيصر نيقول الثاني ينتشر البؤس والقهر في أوساط الطبقة العاملة التي تنذر انتفاضتها بقرب قدوم الثورة الشيوعية.
المعلق الثاني : وفي إنجلترا في عام 1903 وافق شمبرلن وزير المستعمرات البريطاني على طلب هرتزل بتخصيص أوغندة مكانًا لإقامة دولة يهودية، ولكن المنظمة الصهيونية تراجعت عن هذا الطلب بعد وفاة هرتزل، ثم تولى حييم وايزمان رئاسة المنظمة الصهيونية. بدأ اليهود بالوصول إلى فلسطين قادمين من أوربا الشرقية وألمانيا والنسما منذ عام 1840 بمساعدة بريطانيا التي راحت تضغط على الدولة العثمانية، وجاءت أول موجة للهجرة عام 1882. وقام أثرياء اليهود الإنجليز من أمثال إدموند ديروتشيلد بتمويل إقامة مستعمرات زراعية في فلسطين. في عام 1910 أنشأ اليهود أول مستعمرات زراعية، ولم تكن لهذه المستعمرات الزراعية أي قيمة اقتصادية لكن الحركة الصهيونية كانت تريد من اليهود الاشتغال بالزراعة لربطهم بالأرض. وبحلول عام 1914 كان هناك أربع عشرة مستعمرة زراعية يهودية، ولقد قاومت الحكومة العثمانية هجرات اليهود إلى فلسطين، غير أنهم لجأوا إلى التحايل كالتجنس بجنسيات مختلفة وإلى الاستعانة بقناصل الدول الغربية في القدس.
المعلق الأول :وخلال الحرب العالمية الأولى عملت بريطانيا على استمالة اليهود الألمان إلى صف الحلفاء، وأبرزت بريطانيا في هذه الفترة أشخاصًا كانوا مغمورين من اليهود من أمثال جابوتنسكي الذي كان جنديًا في الجيش البريطاني. وكذلك بنجوريون تمهيدًا لتكليفهم بمهمات مستقبلية في فلسطين، وتشهد هذه الفترة ظهور فكرة نقل الخلافة من الأتراك إلى العرب، وقد اجتمع قادة العرب على تحقيق هذه الفكرة، كما يشهد هذا الوقت قيام محادثات بين الشريف حسين بن علي وبريطانيا التي وعدت بالمساعدة لإقامة حكم عربي في بلاد المشرق العربي، وكان الكولونيل البريطاني لورانس همزة الوصل في هذه الجهود.
في روسيا لعب اليهود بقيادة تروسكي دورًا رئيسيًا في الثورة الشيوعية عام 1917 وسعى الإنجليز إلى توجيه التيار الثوري لصالحهم والتدخل في الثورة الروسية بواسطة اليهود الذين كانوا يتعاونون معهم.
وفي الحرب كان الأسطول البريطاني بأمس الحاجة إلى ما يعزز كافته ضد الأسطول الألماني المتفوق فقدم رئيس المؤتمر اليهودي وعالم الكيمياء حييم وايزمان للإنجليز نوعاً جديداً من المتفجرات وسيلعب وايزمان دورًا حاسمًا في صدور وعد بيلفور.
ذلك الوعد الذي سعى من أجله رئيس الوزراء البريطاني لوي جورج ووزيره اليهودي إدوين مونتاجو، بينما عارض زعماء يهود آخرون وعد بيلفور منهم كلود مونتيفيوري وليونيل ديروتشيلد وغيرهم ممن عارضوا قيام دولة يهودية كما أن البابا بينديكت الخامس عشر رفض قيام دولة يهودية في فلسطين انسجامًا مع المطلب التاريخي للنصارى بعدم دخول اليهود إلى مدينة القدس.
وهو المطلب الذي وافق عليه خليفة المسلمين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كما جاء في العُهدة العمرية.
أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم، سقيمها وبرئها وسائر ملاتها، أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من حيزها ولا من صلبهم ولا من شيء من أموالهم ولا يُكرهون على دينهم ولا يضار أحد منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود، وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن...
المعلق الأول :ولكن الإنجليز تنصلوا من منطلب النصارى التاريخي الوارد في العهدة العمرية بعدم السماح لليهود بالدخول إلى القدس، ومنحوا اليهود بما يسمى بوعد بيلفور
المعلق الثاني : وجاء الوعد في رسالة موجهة من اللورد بيلفور وزير خارجية بريطانيا إلى أحد زعماء اليهود بتاريخ الثاني من تشرين الثاني عام 1917 جاء فيها: " إن حكومة بريطانيا تنظر بعين العطف إلى إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين وستبذل قصارى جهدها لتسهيل بلوغ هذا الهدف".وبعد شهر من صدور ذلك الوعد احتلت القوات البريطانيا فلسطين في شهر كانون أول عام 1917 وبعد حصار طويل تمكن الجنرال الإنجليزي ألنري من احتلال مدينة القدس بعد التغلب على القوات العثمانية التي استبسلت في الدفاع عن المدينة المقدسة، وبهذا بدأ عهد مظلم من الاحتلال البريطاني انتهى بإقامة إسرائيل. وقد تكالب المنتصرون في الحرب العالمية الأولى فرنسا وبريطانيا بالاستيلاء على المناطق التي كانت تابعة للدولة العثمانية، وتقاسموا النفوذ فيما بينهم. وبموجب اتفاقية سان ريمو في عام 1920 انتدبت فرنسا على لبنان وسوريا بينما انتدبت بريطانيا على العراق وفلسطين.
المعلق الأول :واستغلت القوات البريطانية دورها كقوة انتداب، وأخذت تعمل على تنفيذ وعد بيلفور، كان أول عمل قامت به بريطانيا بعد أن آلت إليها الولاية على فلسطين هو فتح أبوابها للهجرة اليهودية، وبالسيطرة على فلسطين من قبل الإنجليز أصبح الفلسطينيون بدون دولة تحميهم وراحت بريطانيا واليهود يصادرون أراضيهم ويقيمون عليها المدن والمستعمرات اليهودية، وقد تصرفت بريطانيا بفلسطين نتيجة وعد بيلفور وكأنها جزء من أراضيها ورفضت الاعتراف بوجود الشعب الفلسطيني، وسهلت لليهود إنشاء التنظيمات الإدارية التي تجعل منهم مجتمعًا منظمًا متماسكًا له قيادة سياسية وإدارية مستقلة عن إدارة حكومة الانتداب. وفي غمار هذا الاستعمار الاستيطاني عمل المستوطنون اليهود على وضع أسس مدينة تل أبيب على الساحل الفلسطيني على القرب من مدينة يافا. كان اليهودي هربرت صموئيل أول من تولى إدارة الانتداب البريطاني في فلسطين تحت اسم المندوب السامي وراح يعمل بهمة ونشاط لتنفيذ وعد بيلفور. وعندما قام اللورد بيلفور بافتتاح أول جامعة يهودية في القدس كان أهل فلسطين قد بدأوا يتحسسون الخطر الداهم الذي يتهددهم، وكانت مظاهر سخطهم على الإنجليز بادية للعيان.
المعلق الثاني : وقد استمات الفلسطينيون في الدفاع عن بلادهم، وكانت الحقبة الممتدة من عام 1917 بدء الاحتلال البريطاني وحتى عام 48 هي حقبة كفاح متواصل وثورات لا تكاد تنقطع ضد زرع اليهود في فلسطين. ومن أهم ثورات أهل فلسطين ثورة البراق في القدس عام 29 والتي امتدت إلى الخليل ونابلس ويافا وغيرها من مدن فلسطين مما حدا بسلطات الانتداب البريطاني إلى تعزيز وجودها العسكري. وفي عام 36 اندلعت الثورة في فلسطين مرة أخرى واستمرت ثلاث سنوات ورافقها إضراب عام لمدة ستة أشهر، ومن أجل إخماد الثورة استخدم الإنجليز أساليب البطش والحصار ومعسكرات الاعتقال وفرض الغرامات ومصادرة الممتلكات وأساليب الخداع السياسي. وهاجم الثوار معسكرات المحتلين وقوافلهم فرد الإنجليز بإحراق المحاصيل الزراعية، واستشهد خلال ثورة عام 36 ألفا فلسطيني وقتل مائتا جندي بريطاني وثلاثمائة مستوطن يهودي وتحت ضغط الثورة اضطر اليهود إلى مغادرة القدس تحت حماية الجنود الإنجليز فيما كان المواطنون العرب يعانون الأمرين عند حواجز التفتيش البريطانية ويتعرضون للتنكيل والاعتقال والمطاردة من قبل الإنجليز. ورغم إجراءات الإنجليز القمعية تواصلت الثورة، وكان المطلب الأول للفلسطينيين في ثورة عام 36 وقف الهجرة اليهودية إلى بلادهم والتي بلغت أوجها في الثلاثينيات نتيجة الاتفاقية المعروفة بين الحركة الصهيونية وحكومة ألمانيا النازية، والتي سمح بموجبها ليهود ألمانيا بالهجرة إلى فلسطين وأخذ ممتلكاتهم معهم فارتفع عدد المهاجرين اليهود إلى 61 ألفًا عام 35 ونحجت الثورة في خفض العدد إلى عشرة آلاف مهاجر عام 37.
المعلق الأول :وخلال ثورة عام 1936 وجد الإنجليز أن المستعمرات اليهودية كانت ذات نفع كبير لهم من وجهة نظر عسكرية لأنها أشبه ما تكون بالقلاع، فالمستعمرة هي عبارة عن مدينة فوق الأرض وأخرى تحت الأرض ويتم بناء المستعمرات على نمط عسكري وكل مجموعة منها تؤلف مع بعضها منظومة دفاعية والمستعمرات مزودة بأجهزة إنذار وأبراج مراقبة حتى تكون نقاطًا دفاعيًة حصينة.
وتظاهرت بريطانيا بعدم إثارة العرب عشية الحرب العالمية الثانية فدعت إلى لندن بعض الزعماء العرب لحضور مؤتمر المائدة المستديرة، ولما فشلت محاولتها أصدرت ما يسمى بالكتاب الأبيض الذي حدد هجرة اليهود إلى فلسطين، ولم يرحب اليهود بالكتاب الأبيض لأنه قيد هجرتهم.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تراجعت بريطانيا عن سياسة الكتاب الأبيض الذي يقيد هجرة اليهود إلى فلسطين حيث أُقيمت لهم مخيمات تجميع في مختلف أنحاء أوربا تمهيدًا لنقلهم إلى فلسطين، وفتحت السلطات البريطانية أبواب فلسطين أمامهم وأعلنت ذلك رسميًا وقد قدم الأوربيون مختلف المساعدات للمهاجرين اليهود من مال وسلاح ومواد مختلفة.
المعلق الثاني :
ويتصدى العرب لهذا الموقف حيث شارك الملك عبد الله ملك الأردن والملك فاروق ملك مصر والملك عبد العزيز ملك السعودية، إضافة إلى ممثلين عن لبنان وسوريا والعراق في اجتماع للجامعة العربية يُعقد في القاهرة، بينما يعقد في أواخر عام 46 في لندن مؤتمر فلسطين بمشاركة بريطانيا وأميريكا والعرب وانتهى المؤتمر بالفشل حيث رفض الجميع مشروع بريطانيا لإقامة دولة موحدة في فلسطين ولكن العرب طالبوا بإنهاء الاحتلال البريطاني وإعلان استقلال فلسطين.
اليهود يصلون إلى فلسطين تحت جنح الظلام، فمنذ بداية الحرب العالمية الثانية بدأ اليهود باتباع استراتيجية ثلاثية تقوم على الهجرة السرية والإرهاب واستغلال الولايات المتحدة - القوة الصاعدة الكبرى- وبالفعل فقط عملت الحركة الصهيونية على نقل آلاف اليهود من أوربا وإدخالهم سرًا إلى فلسطين، وذلك عدا عن عشرات الآلاف من اليهود والذين سمحت لهم سلطات الانتداب البريطاني بدخول البلاد علنًا.
وكانت بريطانيا تتلاعب في مسألة الهجرة اليهودية بحيث تتغاضى عن المهاجرين وتسمح لهم بالدخول سراً في بعض الأحيان وتمنعهم من ذلك في أحيان أخرى إذا انكشف أمر قدومهم.
وأفضل مثال على هذا التلاعب سفينة الركاب أكسودوس الخروج التي أبحرت من فرنسا إلى ميناء حيفا وكان على متنها أكثر من أربعة آلاف وخمسمائة يهودي.
المعلق الأول :
وقد أبحرت السفينة تحت الحماية والرقابة المتواصلة للطائرات الإنجليزية، ولما وصلت السفينة ميناء حيفا، أخرت السلطات البريطانيا دخول هؤلاء إلى فلسطين بعض الوقت.
وتم إنزال المهاجرين في قبرص لفترة مؤقتة، وقد أقيمت للمهاجرين اليهود مخيمات خاصة في قبرص مجهزة بالخدمات ثم نقل هؤلاء المهاجرون اليهود أخيرًا إلى فلسطين وتقدر مصادر بريطانية أن أكثر من عشرين ألفًا من اليهود وصلوا إلى فلسطين سرًا بين عامي 1939 و 1943 وكان الموظفون البريطانيون يتعاونون مع المنظمة الصهيونية لتسهيل دخولهم البلاد.
منقول عن فضائية المجد
ابو وليد- عدد الرسائل : 86
العمر : 54
العمل/الترفيه : العمل على الدعوة الاسلامية
جنسيتك : مغربي
تاريخ التسجيل : 06/12/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى