اغتصاب فلسطين الجزء الثاني
صفحة 1 من اصل 1
اغتصاب فلسطين الجزء الثاني
اغتصاب فلسطين 2
المعلق الأول :
أما استخدام الإرهاب فهو البند الثاني من الاستراتيجية الصهيونية في هذه الفترة وقد تولت القيام بأعمال الإرهاب منظمات عسكرية كان البريطانيون قد دربوا أفرادها وسلحوهم ومن أهم هذه المنظمات الإرهابية تبرز عصابة الأرجون وعصابة شتين حيث عرضتا ما بدا لهما قيودا على الهجرة وممطالة بريطانية في تنفيذ وعد بلفور.
المعلق الثاني :
وفي هذه الفترة يصل إلى فلسطين مناحم بيجن ليتولى قيادة عصابة الآرجون فتزداد الأعمال الإرهابية التي تقوم بها هذه العصابة في الأشهر التالية، ففي الثاني والعشرين من تموز عام 46 تقوم عصابة الأرجون بنسف فندق الملك داوود في القدس الذي يستعمل مقرا لرئاسية الإدارة البريطانية وقد تجاهلت السلطات البريطانية التحذيرات والمكالمات الهاتفية التي وردت قبل قليل الانفجار تفيد بأنه سيتم نسف الفندق الأمر الذي يثير تساؤلات حول الحادث برمته وقد سقط مائة وأربعة قتلى في هذا الانفجار.
وتتلو هذا الحادث حوادث إرهابية أخرى مثل الحادث الذي ارتكب في نادي جولد سميث البريطاني في القدس، وتصل أعمال الإرهاب اليهودية ضد البريطانيين أنفسهم، ذروتها بحيث ظل الإنجليز في حالة استنفار دائم.
وأخذ الجنود البريطانيون يفتشون البيوت بحثاً عن مخابئ أسلحة ومتفجرات وذخائر، ويعتقل بعض الإرهابيين من عصابة شتارن ثم تقوم بريطانيا بإخلاء عائلات الجنود وموظفي الحكومة استعدادا للانسحاب القادم.
ويقوم البريطانيين في القدس وتل أبيب وحيفا بعزل المراكز المهمة وحمايتها في مجمعات محصنة، ويعلن البريطانيون الأحكام العرفية وتخصص الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة خاصة لبحث قضية فلسطين.
المعلق الأول :
ونتيجة التصويت يتقرر إرسال لجنة على الفور لدراسة الوضع والبحث عن حل للنزاع وفي هذه الأثناء تستمر موجات الهجرة اليهودية إلى فلسطين.
وبعد أكثر من ثلاثين جلسة عمل وعدة أسابيع من التقصي تقترح اللجنة خطة جديدة لتقسيم فلسطين وإيجاد دولتين مستقلتين فيها واحدة عربية وأخرى يهودية وإعلان القدس مدينة دولية.
ويستمر التصويت على قرار تقسيم فلسطين عدة ساعات في جو مشحون، وأخيرا وفي التاسع والعشرين من تشرين الثاني عام 1947 توافق الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار تقسم فلسطين بأغلبية صوت واحد زيادة عن أغلبية الثلثين المطلوبة إذ وافقت ثلاث وثلاثون دولة واعترضت ثلاث عشرة دولة وامتنعت عشر دول عن التصويت.
وقد قسم قرار الأمم المتحدة فلسطين إلى ثمانية أجزاء ثلاثة منها خصصت للدولة اليهودية وثلاثة للدولة العربية والجزء السابع يافا التي كانت تشكل معقلا عربيا داخل الدولة اليهودية والجزء الثامن هو القدس التي كان سيتم تدويلها وقد رفض العرب قرار التقسيم وأعلنوا أنهم سيقاومون تنفيذه.
وباسم الدولة التي ستكون يرسل بنجوريون مبعوثيه لشراء الأسلحة وتذهب جولدا مائير إلى أميركا لجمع التبرعات.
المعلق الثاني :
ويستأنف اليهود أعمالهم الإرهابية فيقومون بنسف مقر القيادة العربية في فندق سميراميس في القدس فيسقط ستة وثلاثون شهيدا ويأتي الرد العربي بعد شهر بتدمير مباني صحيفة ألستاين بوست اليهودية والهجوم بالقنابل على شارع بن يهودا في منطقة الأسواق التجارية في الحي التجاري في القدس.
ثم يدمر العرب جناحا من مبنى الوكالة اليهودية في القدس فاشتدت بذلك الصدامات بين العرب واليهود في كل أنحاء فلسطين وتحولت إلى حرب مكشوفة وتتصاعد العمليات الإرهابية اليهودية لتصل أقصى درجات الوحشية في مذبحة دير ياسين، ففي التاسع من نيسان عام 48 قام إرهابيو عصابة الأرجون وعصابة شتارن بالهجوم على قرية دير ياسين الصغيرة في قضاء القدس حيث سقط مئتان وأربعة وخمسون شهيدا وكان الهدف ترويع العرب ودفعهم للنزوح.
وأخذ الإنجليز ينسحبون من بعض المناطق ويتركون إدارتها لليهود وسهلوا لهم السيطرة على المواقع الاستراتيجية مثل المطارات والموانئ وساعدوهم في طرد العرب من مدنهم وقراهم وخاصة من الساحل الفلسطيني.
ويتصدى المجاهدون من أهل فلسطين والبلدان العربية المجاورة لليهود والإنجليز ويتمكنون من عزل القدس عن باقي أجزاء البلاد الأمر الذي ترك اليهود محاصرين حيث حاولوا إيصال الإمدادات إلى الحي اليهودي لكن المجاهدين منعوا وصولها.
المعلق الأول :
ولكن الوضع أخذ يميل لصالح اليهود بشكل عام فقد أطلع الإنجليز اليهود على خطط انسحابهم من فلسطين فعرف اليهود موعد مغادرة القوات البريطانية والأماكن الاستراتيجية الحساسة التي يتعين عليهم تسلمها كما أن القوات اليهودية كانت أكثر عدداً وأكثر تسليحا وتدريبا ثم اتحدت عصابات الهجانا والأرجون وشتيرن وكثفت قواتها المشتركة اعتداءاتها على الفلسطينيين.
وقد لعب ما يعرف بالفيلق اليهودي دورا في المعركة وهو عبارة عن فرقة من فرق الجيش البريطاني أنشأته بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية، ويعتبر نواة الجيش الإسرائيلي فيما بعد.
وعندما شعرت بريطانيا بأن القوات اليهودية أصبحت في وضع مناسب قررت الانسحاب رسميا من فلسطين، وتم ذلك في الرابع عشر من أيار عام 1948 بعد احتلال دام واحداً وثلاثين عاماً وبهذا يسر الإنجليز قيام الدولة اليهودية قبل مغادرتهم فلسطين.
وفي نفس اليوم يرفع العلم الإسرائيلي مكان العلم البريطاني بعد أن تم إعلان قيام دولة إسرائيل، وكان الجندي السابق في الجيش البريطاني ديفيد بنجوريون هو الذي قرأ إعلان قيام إسرائيل، وعلى الفور تعترف الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي بالدولة اليهودية.
المعلق الثاني :
واحتفل اليهود بقيام دولتهم على أرض فلسطين، والحقيقة أنه لم يحدث في تاريخ الدول أن قامت دولة بالطريقة الشاذة المصطنعة التي قامت بها إسرائيل فالشعوب تنشئ دولها بشكل طبيعي على الأرض التي تعيش عليها أما إسرائيل فقد زرعت زرعا في فلسطين بالاستناد إلى اتفاقيات دولية بين المنظمات الصهيونية والدول الاستعمارية الكبرى، وعلى الجانب الآخر وفي هذه الأثناء تقرر حكومات الدول العربية المجاورة إرسال قوات إلى فلسطين، وبالفعل دخلت القوات العربية في الخامس عشر من أيار أي في اليوم التالي لرحيل البريطانيين.
وقد توجه الجيش الأردني فورا إلى القدس التي كانت تتعرض لضغوط مستمرة من قبل قوات اليهود ودخل في معارك ضارية مع العدو وتساقطت الدفاعات اليهودية وأمكن إنقاذ مدينة القديمة من القدس وقطع العرب خط الإمدادات الرئيس لليهود وهو طريق يافا القدس.
ولكن القوات العربية كانت قليلة العدد إذ لم يزد عددها على خمسة عشر ألف جندي فكانت أقل عدداً وأدنى تدريبا وكفاءة لذلك كان ميزان القوى في جانب القوات اليهودية التي كان عددها يزيد على مائة وثلاثين ألف جندي.
واستمر حصار القدس ولم يستطع اليهود فك الحصار رغم هجماتهم المتكررة، لو دارت معارك ضارية في باب الواد واللطرون تكبد خلالها اليهود خسائر فادحة، بلغت أكثر من ثمانمائة قتيل فاستسلم اليهود في الجزء القديم من القدس وتم إجلاؤهم عنها وعاد المواطنون العرب إلى بيوتهم التي أخلوها خلال القتال.
المعلق الأول :وفي الحادي عشر من حزيران تفرض الأمم المتحدة الهدنة الأولى بناء على تعليمات مجلس الأمن فيتوقف القتال وتم إخلاء الجرحى.
ويرتفع العلم الأردني على القدس، ويأتي الملك عبدالله لزيارة المدينة ويتوجه لزيارة مسجد عمر وقبة الصخرة المشرفة ويستغل اليهود هذه الهدنة للاستيلاء على المزيد من المناطق والحصول على أسلحة جديدة ومزيد من المتطوعين من أوربا وأمريكا وتعزيز مواقعهم.
وقد استغل اليهود حالة توقف القتال والهدنة لشق طريق فرعي يمر بين الجبال يربط يافا بالقدس لإيصال بعض الإمدادات إلى الأحياء اليهودية المحاصرة.
وتأمر الأمم المتحدة بفرض هدنة ثانية تستمر أربعة أشهر وترسل إلى فلسطين مبعوثها الكونت بارنادوت الذي التقى رئيس أركا الجيش العربي رياض باشا كما التقى موشيشارت وزير الخارجية الإسرائيلي لكن اليهود يغتالون الكونت بارنادوت في السابع عشر من أيلول، وفي نفس الفترة ترسل الولايات المتحدة سفيرها إلى الدولة اليهودية ثم ترسل موسكو أيضاً سفيرها ويتوالى اعتراف الدول بإسرائيل وتساعد أميركا في ذلك مساعدة كبيرة.
المعلق الثاني :
وتدور معركة أخرى مهمة في منطقة صحراء النقب، وتحتل القوات اليهودية بئر سبع في الحادي والعشرين من تشرين الأول، ثم يحتل اليهود منطقة الجليل بكاملها في الحادي والثلاثين من تشرين الأول، ويتم احتلال قرية أم الرشراش المعروفة الآن باسم إيلات، ووقع بعض العرب أسرى في يد القوات اليهودية، وفي الرابع والعشرين من شباط عام 49 يتم توقيع اتفاقية الهدنة في رودس ويتحظ اليهود بالسيطرة على أجزاء من القدس ويعلنون أنها عاصمة لهم.
وهكذا زرعت إسرائيل على أرض فلسطين العربية وبعد زرعها تواصل تدفق اليهود من مختلف أقطار العالم إلى فلسطين فلقد ربح الغرب المعركة، ويعتبر قيام دولة يهودية في فلسطين حدثا مظلما ومأساويا بل يمكن اعتباره من أكبر الجرائم التي ارتكبها الإنجليز عبر القرون، فانغمد خنجرهم المسموم في ظهر العرب والمسلمين، وتصبح إسرائيل كما أرادوها قلعة متقدمة للغرب تمزق وحدة العرب والمسلمين، ويتم تشريد شعب فلسطين بعد أن استلبت أرضه فقد نزح مليون فلسطيني عن أراضيهم ووجدوا أنفسهم لاجئين في مخيمات في الأجزاء المتبقية من فلسطين التي أصبحت تعرف باسم الضفة الغربية وقطاع غزة وفي الأردن وسوريا ولبنان وتفرق الشعب الفلسطيني في بلدان مختلفة وأصبح أفراد العائلة الواحدة يقيمون في أكثر من بلد وقد صادر اليهود منازل الفلسطينيين وما تحتويه من ثروات وسكنوا فيها كما نهبوا أموال الفلسطينيين وممتلكاتهم التجارية والصناعية والزراعية، وصادروا أراضيهم وكان هذا يشكل أضخم عمليات السرقة الجماعية في التاريخ تمثلت في طرد شعب كامل من دياره وزرع شعب آخر دخيل مكانه.
منقول عن فضائية المجد.
المعلق الأول :
أما استخدام الإرهاب فهو البند الثاني من الاستراتيجية الصهيونية في هذه الفترة وقد تولت القيام بأعمال الإرهاب منظمات عسكرية كان البريطانيون قد دربوا أفرادها وسلحوهم ومن أهم هذه المنظمات الإرهابية تبرز عصابة الأرجون وعصابة شتين حيث عرضتا ما بدا لهما قيودا على الهجرة وممطالة بريطانية في تنفيذ وعد بلفور.
المعلق الثاني :
وفي هذه الفترة يصل إلى فلسطين مناحم بيجن ليتولى قيادة عصابة الآرجون فتزداد الأعمال الإرهابية التي تقوم بها هذه العصابة في الأشهر التالية، ففي الثاني والعشرين من تموز عام 46 تقوم عصابة الأرجون بنسف فندق الملك داوود في القدس الذي يستعمل مقرا لرئاسية الإدارة البريطانية وقد تجاهلت السلطات البريطانية التحذيرات والمكالمات الهاتفية التي وردت قبل قليل الانفجار تفيد بأنه سيتم نسف الفندق الأمر الذي يثير تساؤلات حول الحادث برمته وقد سقط مائة وأربعة قتلى في هذا الانفجار.
وتتلو هذا الحادث حوادث إرهابية أخرى مثل الحادث الذي ارتكب في نادي جولد سميث البريطاني في القدس، وتصل أعمال الإرهاب اليهودية ضد البريطانيين أنفسهم، ذروتها بحيث ظل الإنجليز في حالة استنفار دائم.
وأخذ الجنود البريطانيون يفتشون البيوت بحثاً عن مخابئ أسلحة ومتفجرات وذخائر، ويعتقل بعض الإرهابيين من عصابة شتارن ثم تقوم بريطانيا بإخلاء عائلات الجنود وموظفي الحكومة استعدادا للانسحاب القادم.
ويقوم البريطانيين في القدس وتل أبيب وحيفا بعزل المراكز المهمة وحمايتها في مجمعات محصنة، ويعلن البريطانيون الأحكام العرفية وتخصص الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة خاصة لبحث قضية فلسطين.
المعلق الأول :
ونتيجة التصويت يتقرر إرسال لجنة على الفور لدراسة الوضع والبحث عن حل للنزاع وفي هذه الأثناء تستمر موجات الهجرة اليهودية إلى فلسطين.
وبعد أكثر من ثلاثين جلسة عمل وعدة أسابيع من التقصي تقترح اللجنة خطة جديدة لتقسيم فلسطين وإيجاد دولتين مستقلتين فيها واحدة عربية وأخرى يهودية وإعلان القدس مدينة دولية.
ويستمر التصويت على قرار تقسيم فلسطين عدة ساعات في جو مشحون، وأخيرا وفي التاسع والعشرين من تشرين الثاني عام 1947 توافق الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار تقسم فلسطين بأغلبية صوت واحد زيادة عن أغلبية الثلثين المطلوبة إذ وافقت ثلاث وثلاثون دولة واعترضت ثلاث عشرة دولة وامتنعت عشر دول عن التصويت.
وقد قسم قرار الأمم المتحدة فلسطين إلى ثمانية أجزاء ثلاثة منها خصصت للدولة اليهودية وثلاثة للدولة العربية والجزء السابع يافا التي كانت تشكل معقلا عربيا داخل الدولة اليهودية والجزء الثامن هو القدس التي كان سيتم تدويلها وقد رفض العرب قرار التقسيم وأعلنوا أنهم سيقاومون تنفيذه.
وباسم الدولة التي ستكون يرسل بنجوريون مبعوثيه لشراء الأسلحة وتذهب جولدا مائير إلى أميركا لجمع التبرعات.
المعلق الثاني :
ويستأنف اليهود أعمالهم الإرهابية فيقومون بنسف مقر القيادة العربية في فندق سميراميس في القدس فيسقط ستة وثلاثون شهيدا ويأتي الرد العربي بعد شهر بتدمير مباني صحيفة ألستاين بوست اليهودية والهجوم بالقنابل على شارع بن يهودا في منطقة الأسواق التجارية في الحي التجاري في القدس.
ثم يدمر العرب جناحا من مبنى الوكالة اليهودية في القدس فاشتدت بذلك الصدامات بين العرب واليهود في كل أنحاء فلسطين وتحولت إلى حرب مكشوفة وتتصاعد العمليات الإرهابية اليهودية لتصل أقصى درجات الوحشية في مذبحة دير ياسين، ففي التاسع من نيسان عام 48 قام إرهابيو عصابة الأرجون وعصابة شتارن بالهجوم على قرية دير ياسين الصغيرة في قضاء القدس حيث سقط مئتان وأربعة وخمسون شهيدا وكان الهدف ترويع العرب ودفعهم للنزوح.
وأخذ الإنجليز ينسحبون من بعض المناطق ويتركون إدارتها لليهود وسهلوا لهم السيطرة على المواقع الاستراتيجية مثل المطارات والموانئ وساعدوهم في طرد العرب من مدنهم وقراهم وخاصة من الساحل الفلسطيني.
ويتصدى المجاهدون من أهل فلسطين والبلدان العربية المجاورة لليهود والإنجليز ويتمكنون من عزل القدس عن باقي أجزاء البلاد الأمر الذي ترك اليهود محاصرين حيث حاولوا إيصال الإمدادات إلى الحي اليهودي لكن المجاهدين منعوا وصولها.
المعلق الأول :
ولكن الوضع أخذ يميل لصالح اليهود بشكل عام فقد أطلع الإنجليز اليهود على خطط انسحابهم من فلسطين فعرف اليهود موعد مغادرة القوات البريطانية والأماكن الاستراتيجية الحساسة التي يتعين عليهم تسلمها كما أن القوات اليهودية كانت أكثر عدداً وأكثر تسليحا وتدريبا ثم اتحدت عصابات الهجانا والأرجون وشتيرن وكثفت قواتها المشتركة اعتداءاتها على الفلسطينيين.
وقد لعب ما يعرف بالفيلق اليهودي دورا في المعركة وهو عبارة عن فرقة من فرق الجيش البريطاني أنشأته بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية، ويعتبر نواة الجيش الإسرائيلي فيما بعد.
وعندما شعرت بريطانيا بأن القوات اليهودية أصبحت في وضع مناسب قررت الانسحاب رسميا من فلسطين، وتم ذلك في الرابع عشر من أيار عام 1948 بعد احتلال دام واحداً وثلاثين عاماً وبهذا يسر الإنجليز قيام الدولة اليهودية قبل مغادرتهم فلسطين.
وفي نفس اليوم يرفع العلم الإسرائيلي مكان العلم البريطاني بعد أن تم إعلان قيام دولة إسرائيل، وكان الجندي السابق في الجيش البريطاني ديفيد بنجوريون هو الذي قرأ إعلان قيام إسرائيل، وعلى الفور تعترف الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي بالدولة اليهودية.
المعلق الثاني :
واحتفل اليهود بقيام دولتهم على أرض فلسطين، والحقيقة أنه لم يحدث في تاريخ الدول أن قامت دولة بالطريقة الشاذة المصطنعة التي قامت بها إسرائيل فالشعوب تنشئ دولها بشكل طبيعي على الأرض التي تعيش عليها أما إسرائيل فقد زرعت زرعا في فلسطين بالاستناد إلى اتفاقيات دولية بين المنظمات الصهيونية والدول الاستعمارية الكبرى، وعلى الجانب الآخر وفي هذه الأثناء تقرر حكومات الدول العربية المجاورة إرسال قوات إلى فلسطين، وبالفعل دخلت القوات العربية في الخامس عشر من أيار أي في اليوم التالي لرحيل البريطانيين.
وقد توجه الجيش الأردني فورا إلى القدس التي كانت تتعرض لضغوط مستمرة من قبل قوات اليهود ودخل في معارك ضارية مع العدو وتساقطت الدفاعات اليهودية وأمكن إنقاذ مدينة القديمة من القدس وقطع العرب خط الإمدادات الرئيس لليهود وهو طريق يافا القدس.
ولكن القوات العربية كانت قليلة العدد إذ لم يزد عددها على خمسة عشر ألف جندي فكانت أقل عدداً وأدنى تدريبا وكفاءة لذلك كان ميزان القوى في جانب القوات اليهودية التي كان عددها يزيد على مائة وثلاثين ألف جندي.
واستمر حصار القدس ولم يستطع اليهود فك الحصار رغم هجماتهم المتكررة، لو دارت معارك ضارية في باب الواد واللطرون تكبد خلالها اليهود خسائر فادحة، بلغت أكثر من ثمانمائة قتيل فاستسلم اليهود في الجزء القديم من القدس وتم إجلاؤهم عنها وعاد المواطنون العرب إلى بيوتهم التي أخلوها خلال القتال.
المعلق الأول :وفي الحادي عشر من حزيران تفرض الأمم المتحدة الهدنة الأولى بناء على تعليمات مجلس الأمن فيتوقف القتال وتم إخلاء الجرحى.
ويرتفع العلم الأردني على القدس، ويأتي الملك عبدالله لزيارة المدينة ويتوجه لزيارة مسجد عمر وقبة الصخرة المشرفة ويستغل اليهود هذه الهدنة للاستيلاء على المزيد من المناطق والحصول على أسلحة جديدة ومزيد من المتطوعين من أوربا وأمريكا وتعزيز مواقعهم.
وقد استغل اليهود حالة توقف القتال والهدنة لشق طريق فرعي يمر بين الجبال يربط يافا بالقدس لإيصال بعض الإمدادات إلى الأحياء اليهودية المحاصرة.
وتأمر الأمم المتحدة بفرض هدنة ثانية تستمر أربعة أشهر وترسل إلى فلسطين مبعوثها الكونت بارنادوت الذي التقى رئيس أركا الجيش العربي رياض باشا كما التقى موشيشارت وزير الخارجية الإسرائيلي لكن اليهود يغتالون الكونت بارنادوت في السابع عشر من أيلول، وفي نفس الفترة ترسل الولايات المتحدة سفيرها إلى الدولة اليهودية ثم ترسل موسكو أيضاً سفيرها ويتوالى اعتراف الدول بإسرائيل وتساعد أميركا في ذلك مساعدة كبيرة.
المعلق الثاني :
وتدور معركة أخرى مهمة في منطقة صحراء النقب، وتحتل القوات اليهودية بئر سبع في الحادي والعشرين من تشرين الأول، ثم يحتل اليهود منطقة الجليل بكاملها في الحادي والثلاثين من تشرين الأول، ويتم احتلال قرية أم الرشراش المعروفة الآن باسم إيلات، ووقع بعض العرب أسرى في يد القوات اليهودية، وفي الرابع والعشرين من شباط عام 49 يتم توقيع اتفاقية الهدنة في رودس ويتحظ اليهود بالسيطرة على أجزاء من القدس ويعلنون أنها عاصمة لهم.
وهكذا زرعت إسرائيل على أرض فلسطين العربية وبعد زرعها تواصل تدفق اليهود من مختلف أقطار العالم إلى فلسطين فلقد ربح الغرب المعركة، ويعتبر قيام دولة يهودية في فلسطين حدثا مظلما ومأساويا بل يمكن اعتباره من أكبر الجرائم التي ارتكبها الإنجليز عبر القرون، فانغمد خنجرهم المسموم في ظهر العرب والمسلمين، وتصبح إسرائيل كما أرادوها قلعة متقدمة للغرب تمزق وحدة العرب والمسلمين، ويتم تشريد شعب فلسطين بعد أن استلبت أرضه فقد نزح مليون فلسطيني عن أراضيهم ووجدوا أنفسهم لاجئين في مخيمات في الأجزاء المتبقية من فلسطين التي أصبحت تعرف باسم الضفة الغربية وقطاع غزة وفي الأردن وسوريا ولبنان وتفرق الشعب الفلسطيني في بلدان مختلفة وأصبح أفراد العائلة الواحدة يقيمون في أكثر من بلد وقد صادر اليهود منازل الفلسطينيين وما تحتويه من ثروات وسكنوا فيها كما نهبوا أموال الفلسطينيين وممتلكاتهم التجارية والصناعية والزراعية، وصادروا أراضيهم وكان هذا يشكل أضخم عمليات السرقة الجماعية في التاريخ تمثلت في طرد شعب كامل من دياره وزرع شعب آخر دخيل مكانه.
منقول عن فضائية المجد.
ابو وليد- عدد الرسائل : 86
العمر : 54
العمل/الترفيه : العمل على الدعوة الاسلامية
جنسيتك : مغربي
تاريخ التسجيل : 06/12/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى