حسن المعاملة مع العباد عبادة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حسن المعاملة مع العباد عبادة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (آل عمران:102)وقال ايضا (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (النساء:1) وقال عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) (الأحزاب:70) (يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) (الأحزاب: إن من رحمة الله تعالى أن جعل لنا عبادات عظيمة تحببنا إليه وإلى خلقه ويعظم بها أجرنا وتنشرح بها صدورنا وتقوى بها نفوسنا على الطاعات والعبادات الأخرى ، ومن ذلك صنائع المعروف . والمعروف المقصود به هنا: هو فعل الخير وإسداؤه للعباد، سواء كان هذا الخير مالاً كالصدقة والإطعام وسقاية الماء وسداد الديون، أو جاهاً كما في الإصلاح بين المتهاجرين والشفعة وبذل الجاه، أو علماً، أو سائر المصالح التي يحتاجها الناس، كحسن المعاملة وإماطة الأذى وعيادة المرضى، وغير ذلك من أنواع الإحسان إلى الخلق. ومن النصوص التي أشارت إلى تنوع هذه العبادة قول: النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (على كل مسلم صدقة فقالوا يا نبي الله فمن لم يجد قال يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق قالوا فإن لم يجد قال يعين ذا الحاجة الملهوف قالوا فإن لم يجد قال فليعمل بالمعروف وليمسك عن الشر فإنها له صدقة)) [رواه البخاري ح1445، مسلم ح1008] . إن بعض الناس يطلق معنى العبادة على مايتعلق بحقوق الله فحسب، ويغفل عن باب آخر عظيم من أبواب العبادة وسبب من أسباب الجنة ألا وهو حسن المعاملة مع العباد والإحسان إليهم. فتراه محافظاً على صلاته وصيامه وسائر عباداته وهذا أمر حسن ، ولكنه في جانب آخر هو مقصر في حقوق العباد ، متساهل بها ، بل مهمل لها في بعض الأحيان ، وتراه لا ينبسط بوجهه إلى إخوانه المسلمين ويقبض وجهه عنهم، ولا يسلم عليهم ، ولا يعاملهم بمثل ما يحب أن يعاملونه به ، وقد يقترض أموالهم ولا يؤديها إليهم ، وقد يستأجر في بيوتهم ولا يعطي الإيجار ، ويماطل فيه ، ويؤخره ، ويتهاون به ، وقد يكون موظفاً في دائرة حكومية فيعطل مصالح المسلمين ، ولا ينجز أعمالهم بسهولة ويسر ، وقد يظلم عباد الله المؤمنين ، وقد يسيء عشرة أهله ، فلا يدخل عليهم البيت إلا وقد استعاذوا بالله من شره ، فيضرب هذا ، ويشتم هذا ، ويهين هذا فأهله في شدة وضيق من أفعاله وتصرفاته ، وقد يؤذي جيرانه ، أو يسلط أولاده على أولادهم ، أو يضايقهم ولا يعاملهم بالحسنى ، وقد يغش إخوانه المسلمين في بيعه وشرائه ، وهذا الصنف من الناس متعرض لسخط الله ومقته ، ومتعرض لأذية المؤمنين، وهذا محرم أشد التحريم ، وهؤلاء لم يدخلوا في الإسلام كافة وعملوا ببعض الكتاب وتركوا البعض ، فإلى هؤلاء نوجه النصيحة بتقوى الله عز وجل والالتزام بكل شرائع الدين ، والحذر من أذية المسلمين ، والحذر من أخذ حقوقهم والاعتداء عليهم بالقول أو الفعل ، أو تعطيل مصالحهم ، لأن فاعل ذلك متوعد بالنار والعياذ بالله ، متعرض للعقوبة العاجلة والآجلة ، ومتوعد برؤية وبال ذلك عليه قبل موته والعياذ بالله وقد ثبت في الحديث الصحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا قَالَ هِيَ فِي النَّارِ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلَاتِهَا وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنْ الْأَقِطِ وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا قَالَ هِيَ فِي الْجَنَّةِ[إسناده صحيح.وانظر(المسند:15/422)، والحاكم(4/166)، صحيح الأدب المفرد(69)، والصحيحة(190)] ففعل الخير والإحسان إلى الخلق من أفضل ما يتقرب به المؤمن إلى ربه عز وجل ، ومن أعظم ما يرفع درجاتك عنده سبحانه وتبلغ به درجة الصائمين النهار القائمين بالليل لأن ذلك من حسن الخلق، وفي الحديث الصحيح عَنْ عَائِشَةَ رَضيااللَّهُعنها قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ)[الترغيب: 2643]. وإلى ذلك أشار القرآن في نصوص كثيرة فمن ذلك: قوله عز وجل: ((يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون[الحج:77] فقوله (وافعلوا الخير) أمر يشمل كل خير، وقال تعالى ((لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس[النساء:114]وقال ايضا (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين[البقرة:195]. أما النصوص الواردة في سنة النبي صلى الله عليه وسلم فكثرة ولكن نكتفي بطرف منها فعن ابن عمر أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أحب الناس إلى الله عز وجل أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراً( (في مسجد المدينة) ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غضبه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رخاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له ثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام)) [في السلسلة الصحيحة ح906]
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه)) [ السلسلة الصحيحة ح1322] . عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة)) [البخاري ح2566، مسلم ح1030] يعني تهديها مما عندها ولو كان شيئاً قليلاً مثل: ظلف الشاة. وعن أبي جرىٍّ الهجيميّ قال أتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقلت: يا رسول اللّه إنّا قوم من أهل البادية فعلّمنا شيئًا ينفعنا اللّه تبارك وتعالى به قال ((لا تحقرنّ من المعروف شيئًا ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تكلّم أخاك ووجهك إليه منبسط)) [2687- الترغيب].
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ما من مسلم يغرس غرساً إلا كان ما أكل منه له صدقة وما سرق منه له صدقة، وما أكل السبع منه فهو له صدقة، وما أكلت الطير فهو له صدقة ولا يرزؤه أحد(يعني: يأخذ منه إلا كان له صدقة))[مسلم ح1552]
عن سعد بن عبادة أن أمه ماتت فقال يا رسول الله إن أمي ماتت أفأتصدق عنها؟ قال: نعم، قال: فأي الصدقة أفضل؟ قال: ((سقي الماء))[الترغيب: 962]. وعن أبي موسى رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه السائل أو طلبت إليه حاجة قال ((اشفعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ما شاء))[البخاري ح1432، مسلم ح2627]
عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((كل معروف صدقة، وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق، وأن تفرغ من دلوك في إناء أخيك))[الترغيب: 2684].
أما من أعرض عن صنع المعروف ومنعه وترك الإحسان إلى الخلق ، فهذا متوعد ، قال تعالى: ((فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون ويمنعون الماعون)[الماعون:4-7] والماعون هو المعروف كله – كما قال العلماء [فتح الباري].
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم )) فذكر منهم ((ورجل منع فضل ماء فيقول الله: اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك)) [البخاري ح2369]
عن أنس قال توفي رجل من أصحابه فقال رجل: أبشر بالجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أولا تدري، فلعله تكلم فيما لا يعنيه أو بخل بما لا ينقصه)) [الترغيب: 2882]
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض ))[البخاري ح3318، مسلم ح2242]. وصناعة المعروف والإحسان إلى الخلق فأمر يرخص عنده كل غالٍ ويصغر عنده كل كبير فمن ذلك:
1- صرف البلاء وسوء القضاء في الدنيا: عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة)) [ابن ماجه ح2417]
وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أبو أمامة ((صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب)) [الترغيب – 889]
ومن ثمارها : دخول الجنة : ومن قول النبي صلى الله عليه وسلم:((إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وإن أول أهل الجنة دخولاً أهل المعروف)) [الترغيب: 890]
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس)) [مسلم ح1914]
3- مغفرة الذنوب والنجاة من عذاب وأهوال الآخرة: عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم فقالوا: أعملت من الخير شيئاً؟ قال: لا. قالوا: تذكر ،قال: كنت أداين الناس فآمر فتياني أن ينظروا المعسر ويتجوزوا عن الموسر، قال: قال الله: عز وجل تجوزوا عنه))
وفي رواية عند مسلم ((فقال الله أنا أحق بذا منك تجاوزوا عن عبدي )) [مسلم ح1560، البخاري ح2077].
واسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى كلها ما علمت منها وما لم اعلم بان يغفر لنا ويرحمنا وبصفاته العليا أن يوفقنا وإياكم لفعل الخير والإحسان إلى الخلق إنه سميع مجيب
قال الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (آل عمران:102)وقال ايضا (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (النساء:1) وقال عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) (الأحزاب:70) (يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) (الأحزاب: إن من رحمة الله تعالى أن جعل لنا عبادات عظيمة تحببنا إليه وإلى خلقه ويعظم بها أجرنا وتنشرح بها صدورنا وتقوى بها نفوسنا على الطاعات والعبادات الأخرى ، ومن ذلك صنائع المعروف . والمعروف المقصود به هنا: هو فعل الخير وإسداؤه للعباد، سواء كان هذا الخير مالاً كالصدقة والإطعام وسقاية الماء وسداد الديون، أو جاهاً كما في الإصلاح بين المتهاجرين والشفعة وبذل الجاه، أو علماً، أو سائر المصالح التي يحتاجها الناس، كحسن المعاملة وإماطة الأذى وعيادة المرضى، وغير ذلك من أنواع الإحسان إلى الخلق. ومن النصوص التي أشارت إلى تنوع هذه العبادة قول: النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (على كل مسلم صدقة فقالوا يا نبي الله فمن لم يجد قال يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق قالوا فإن لم يجد قال يعين ذا الحاجة الملهوف قالوا فإن لم يجد قال فليعمل بالمعروف وليمسك عن الشر فإنها له صدقة)) [رواه البخاري ح1445، مسلم ح1008] . إن بعض الناس يطلق معنى العبادة على مايتعلق بحقوق الله فحسب، ويغفل عن باب آخر عظيم من أبواب العبادة وسبب من أسباب الجنة ألا وهو حسن المعاملة مع العباد والإحسان إليهم. فتراه محافظاً على صلاته وصيامه وسائر عباداته وهذا أمر حسن ، ولكنه في جانب آخر هو مقصر في حقوق العباد ، متساهل بها ، بل مهمل لها في بعض الأحيان ، وتراه لا ينبسط بوجهه إلى إخوانه المسلمين ويقبض وجهه عنهم، ولا يسلم عليهم ، ولا يعاملهم بمثل ما يحب أن يعاملونه به ، وقد يقترض أموالهم ولا يؤديها إليهم ، وقد يستأجر في بيوتهم ولا يعطي الإيجار ، ويماطل فيه ، ويؤخره ، ويتهاون به ، وقد يكون موظفاً في دائرة حكومية فيعطل مصالح المسلمين ، ولا ينجز أعمالهم بسهولة ويسر ، وقد يظلم عباد الله المؤمنين ، وقد يسيء عشرة أهله ، فلا يدخل عليهم البيت إلا وقد استعاذوا بالله من شره ، فيضرب هذا ، ويشتم هذا ، ويهين هذا فأهله في شدة وضيق من أفعاله وتصرفاته ، وقد يؤذي جيرانه ، أو يسلط أولاده على أولادهم ، أو يضايقهم ولا يعاملهم بالحسنى ، وقد يغش إخوانه المسلمين في بيعه وشرائه ، وهذا الصنف من الناس متعرض لسخط الله ومقته ، ومتعرض لأذية المؤمنين، وهذا محرم أشد التحريم ، وهؤلاء لم يدخلوا في الإسلام كافة وعملوا ببعض الكتاب وتركوا البعض ، فإلى هؤلاء نوجه النصيحة بتقوى الله عز وجل والالتزام بكل شرائع الدين ، والحذر من أذية المسلمين ، والحذر من أخذ حقوقهم والاعتداء عليهم بالقول أو الفعل ، أو تعطيل مصالحهم ، لأن فاعل ذلك متوعد بالنار والعياذ بالله ، متعرض للعقوبة العاجلة والآجلة ، ومتوعد برؤية وبال ذلك عليه قبل موته والعياذ بالله وقد ثبت في الحديث الصحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا قَالَ هِيَ فِي النَّارِ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلَاتِهَا وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنْ الْأَقِطِ وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا قَالَ هِيَ فِي الْجَنَّةِ[إسناده صحيح.وانظر(المسند:15/422)، والحاكم(4/166)، صحيح الأدب المفرد(69)، والصحيحة(190)] ففعل الخير والإحسان إلى الخلق من أفضل ما يتقرب به المؤمن إلى ربه عز وجل ، ومن أعظم ما يرفع درجاتك عنده سبحانه وتبلغ به درجة الصائمين النهار القائمين بالليل لأن ذلك من حسن الخلق، وفي الحديث الصحيح عَنْ عَائِشَةَ رَضيااللَّهُعنها قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ)[الترغيب: 2643]. وإلى ذلك أشار القرآن في نصوص كثيرة فمن ذلك: قوله عز وجل: ((يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون[الحج:77] فقوله (وافعلوا الخير) أمر يشمل كل خير، وقال تعالى ((لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس[النساء:114]وقال ايضا (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين[البقرة:195]. أما النصوص الواردة في سنة النبي صلى الله عليه وسلم فكثرة ولكن نكتفي بطرف منها فعن ابن عمر أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أحب الناس إلى الله عز وجل أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراً( (في مسجد المدينة) ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غضبه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رخاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له ثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام)) [في السلسلة الصحيحة ح906]
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه)) [ السلسلة الصحيحة ح1322] . عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة)) [البخاري ح2566، مسلم ح1030] يعني تهديها مما عندها ولو كان شيئاً قليلاً مثل: ظلف الشاة. وعن أبي جرىٍّ الهجيميّ قال أتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقلت: يا رسول اللّه إنّا قوم من أهل البادية فعلّمنا شيئًا ينفعنا اللّه تبارك وتعالى به قال ((لا تحقرنّ من المعروف شيئًا ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تكلّم أخاك ووجهك إليه منبسط)) [2687- الترغيب].
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ما من مسلم يغرس غرساً إلا كان ما أكل منه له صدقة وما سرق منه له صدقة، وما أكل السبع منه فهو له صدقة، وما أكلت الطير فهو له صدقة ولا يرزؤه أحد(يعني: يأخذ منه إلا كان له صدقة))[مسلم ح1552]
عن سعد بن عبادة أن أمه ماتت فقال يا رسول الله إن أمي ماتت أفأتصدق عنها؟ قال: نعم، قال: فأي الصدقة أفضل؟ قال: ((سقي الماء))[الترغيب: 962]. وعن أبي موسى رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه السائل أو طلبت إليه حاجة قال ((اشفعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ما شاء))[البخاري ح1432، مسلم ح2627]
عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((كل معروف صدقة، وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق، وأن تفرغ من دلوك في إناء أخيك))[الترغيب: 2684].
أما من أعرض عن صنع المعروف ومنعه وترك الإحسان إلى الخلق ، فهذا متوعد ، قال تعالى: ((فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون ويمنعون الماعون)[الماعون:4-7] والماعون هو المعروف كله – كما قال العلماء [فتح الباري].
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم )) فذكر منهم ((ورجل منع فضل ماء فيقول الله: اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك)) [البخاري ح2369]
عن أنس قال توفي رجل من أصحابه فقال رجل: أبشر بالجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أولا تدري، فلعله تكلم فيما لا يعنيه أو بخل بما لا ينقصه)) [الترغيب: 2882]
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض ))[البخاري ح3318، مسلم ح2242]. وصناعة المعروف والإحسان إلى الخلق فأمر يرخص عنده كل غالٍ ويصغر عنده كل كبير فمن ذلك:
1- صرف البلاء وسوء القضاء في الدنيا: عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة)) [ابن ماجه ح2417]
وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أبو أمامة ((صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب)) [الترغيب – 889]
ومن ثمارها : دخول الجنة : ومن قول النبي صلى الله عليه وسلم:((إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وإن أول أهل الجنة دخولاً أهل المعروف)) [الترغيب: 890]
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس)) [مسلم ح1914]
3- مغفرة الذنوب والنجاة من عذاب وأهوال الآخرة: عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم فقالوا: أعملت من الخير شيئاً؟ قال: لا. قالوا: تذكر ،قال: كنت أداين الناس فآمر فتياني أن ينظروا المعسر ويتجوزوا عن الموسر، قال: قال الله: عز وجل تجوزوا عنه))
وفي رواية عند مسلم ((فقال الله أنا أحق بذا منك تجاوزوا عن عبدي )) [مسلم ح1560، البخاري ح2077].
واسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى كلها ما علمت منها وما لم اعلم بان يغفر لنا ويرحمنا وبصفاته العليا أن يوفقنا وإياكم لفعل الخير والإحسان إلى الخلق إنه سميع مجيب
ابو وليد- عدد الرسائل : 86
العمر : 54
العمل/الترفيه : العمل على الدعوة الاسلامية
جنسيتك : مغربي
تاريخ التسجيل : 06/12/2008
لم تترك لنا ما نقول
بسم الحميد المجيد و الصلاة والسلام على خير العبيد...اخي ابا الوليد لم تترك لنا ما نقول الا حسبنا الله ونعم الوكيل...والله انت مشكور ثم مشكور على هذا الموضوع الطيب و المهم...نسأل الله الكريم الرحيم ان يرزقنا استقامة تامة على دينه انه ولي ذلك و القادر عليه...آميـــــــــــــن
رد شكر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاك الله اخي محمد العنابي وجعلك الله من المغفور لهم .
واسال الله عز وجل ان يوفقنا الى ما فيه الخير والصلاح
واجارني الله واياكم من الرياء والسمعة واسال الله عز وجل ان يغفر لنا ويرحمنا .
ويجعلنا من الذين اتقو وهم محسنون
واجعل كل اعمالنا خالصة لوجه الله يا رب
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله اخي محمد العنابي وجعلك الله من المغفور لهم .
واسال الله عز وجل ان يوفقنا الى ما فيه الخير والصلاح
واجارني الله واياكم من الرياء والسمعة واسال الله عز وجل ان يغفر لنا ويرحمنا .
ويجعلنا من الذين اتقو وهم محسنون
واجعل كل اعمالنا خالصة لوجه الله يا رب
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابو وليد- عدد الرسائل : 86
العمر : 54
العمل/الترفيه : العمل على الدعوة الاسلامية
جنسيتك : مغربي
تاريخ التسجيل : 06/12/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى