الدعوة الى الله

قال تعالى (قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) يوسف.عن سهل بن سعد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من الدنيا وما فيها) رواه البخاري. وقال ايضا( فَوَ اللَّهِ لَأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ) متفق عليه . وعن أبي رافع ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لَأَنْ يُهْدَى بِك رَجُلٌ وَاحِدٌ خير لك مما طلعت عليه الشمس )الطبراني
احبائي في الله أي شيءٍ في الدنيا زائل إلا عملاً يتصل بالآخرة ، وكل واحد منا لم يكن له عمل متعلق بالآخرة فهناك خسارة كبيرة ؛ الدنيا تمضي ، البيوت تزول ، لاحِظوا : الميت ترك كل شيء إلا عملاً صالحاً ينزل معه في قبره ، فالله عزَّ وجل يقول : كُلُّ من يتبع نبي الله صلى الله عليه وسلم يجب أن يدعَو إلى الله بطريقةٍ أو بأخرى نستقيم يستقم بنا الآخرين أين ما كنا ، الموقف الصادق دعوة ، الموقف الأمين دعوة ، الوَرَع دعوة ، الصدق دعوة ، الإتقان في العمل دعوة ، قد يكون لكل واحد عمل طيّب ، هذا العمل يُسَبب اتساع دائرة المسلمين ، فالدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم ، والدعوة إلى الله في حدود ما تعلم ومع من تعرِف ، وكل إنسان جلس في مجلس علم واستمع صار مؤاخذاً ، صار مسؤولاً ، صار مكلَّفاً أن ينقل هذا إلى الآخرين إما بلسانه ، أو بشريط ، أو بلقاء ، لا بدَّ أن تُلْقي بعد أن استمعت ، لا بد أن تعطي بعد أن أخذت ، وهذا الذي يبقى ، الذي يحَرِّك المؤمن في الدعوة إلى الله . الجهاد كما تعلـمون ذِروة سنام الإسلام ،الجهاد الدَعَوي من أكبر أنواع الجهاد ، والدليل قال تعالى:(وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً ) الفرقان. فان المؤمن الذي عنده هم على الاسلام يفكِّر كيف ينْقُل الحق إلى أخيه ، إلى صديقه ، إلى جاره ، إلى موظفي محلِّه ، إلى زملائه ، إلى أقربائه ، لأننا جميعاً طرفٌ واحد ، ولكن البطولة أن تُدخل إلى هذا الدين أطرافاً جديدة ، فكل واحد مكلف أن يبحث من أقربائه ، من زملائه ، من جيرانه ، من أتباعه ، ممن هم دونه ، ممن هم فوقه ، بطريقةٍ أو بأخرى لنشر هذا الحق ، هذا الذي يبقى ، وترون كيف يموت الناس ولا يأخذون معهم شيئاً ، إلا عملاً صالحاً ابتغوا به وجه الله عزَّ وجل ، فتعليم العلم من أعظم الأعمال الصالحة ، نشر الحق صنعة الأنبياء ، وكلما اتسعت دوائر الحق ضاقت دوائر الباطل ، وكلما اتسع الحق صارت الاستقامة سهلةً ، قال تعالى (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ) آل عمران. وعن عثمان رضي الله عنه انه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) البخاري.اللهم علمنا واهدينا واهد بنا.

[center]