منتدى اهل السنة والاثر منبر التصفية والتربية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الايمان باليوم الاخر

اذهب الى الأسفل

الايمان باليوم الاخر Empty الايمان باليوم الاخر

مُساهمة  ابو وليد السبت ديسمبر 03, 2011 5:09 pm

قال تعالى{يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ }آل عمران، وقال أيضا{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً }النساء
بعد الإيمان بالله ـ وهـو الرُكن الأول ـ يأتي الإيمان بالـيوم الآخر،ولو تتبعت في القران الآيات التي تذكر الإيمان لوجدت أن أكثر ركنين متلازمين من أركان الإيمان هما الإيمان بالله واليوم الآخر؛ فالحياة الدنيا من دون إيمان باليوم الآخر غابة ؛ وهذا مـا يجري في العالم اليوم ، هو عالم لا يؤمن باليوم الآخر ، فالقوي هو الذي يسحقُ الضعيف ، والغني هو الذي يستغلُّ الفقير ، والأقوى هو الذي يعتدي على الأضعف.فالأحداث كلُّها تشير إلى أنه لن تقوم حياةٌ إلا أن تؤمن باليوم الآخر، ولم ينجح مجتمع على وجه الأرض إلا مجتمعاً آمن بالله واليوم الآخر، شعوبٌ تُقْهَر ، شعوبٌ تموت من الجوع ، وشعوبٌ تُطعِم كلابها من اللحم ما لا تأكله شعوب بأكملها في إفريقيا ،هناك رَفاه لكلابهم يفوق رفاه بعض الشعوب؛حياةٌ القوي فيها هو المسيطر، والضعيف مسحوق،هذه حياةٌ دُنيا من دون يوم آخر، انظر إلى مجتمع إيماني صغير ، أفراده مؤمنون باليوم الآخر ، تجد الإنسان يأخذ ما له ويدع ما ليس له ، يجب أن يدخل اليوم الآخر في حساباتنا اليومية ، والأصح أن يدخل في حساباتنا اللحظيَّة ، كل لحظة ، كل عملٍ سوف تحاسب عليه.قال تعالى (يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) الكهف؛ لأن الإيمان باليوم الآخر أنك تؤمن أنَّ الله مطلعٌ عليك ، وسيحاسِبك ، وسيعاقِبك ، أي إنك تستقيم حينما تعلم أن الله يعلم ، وأنَّك في قبضته وسيحاسبك ؛ ولن تجد إنساناً مستقيماً إلا بسبب أنه يُدْخل في حساباته اليوم الآخر؛ والذي يثير العجَبَ أن الإنسان حينما يأكل المال الحرام ،وحينما يعتدي على أعراض الآخرين ،وحينما يتفَلَّت من منهج الله عزَّ وجل،كيف ينام الليل ؟ كيف يتوازن مع نفسه ؟ إذا قرأ قول الله تعالى:{فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ} الحجر. حينما يوقن الإنسان المؤمن أن كل حركةٍ ، وكل سكنة ، وكل تصرفٍ ، وكل عطاءٍ ، وكل منعٍ ، وكل وصلٍ ، وكل قطعٍ ، وكل زيارةٍ ، وكل نظرةٍ ، وكل كلمةٍ سوف تَدْخُل في ميزان أعماله ، وسوف يُسأل عنها يوم القيامة ، عندئذٍ يستقيم الإنسان على أمر الله ، ولن تجد في الأرض إنساناً مستقيماً إلا إذا كان إيمانه باليوم الآخر عظيماً لإنسان المؤمن شخصية فَذَّة ؛ لانه يعرف الحقيقة الكُبرى في الكون ، تعرف على الله ، هذا أكبر عالم لأنه عرف الله هذا الذي عرف الله إنسان كبير جداً ، عرف الحقيقة العظمى وانسجم معها فسعد في الدنيا والآخرة،والإيمان درجة أخلاقية،لأن المؤمن محكوم بمنظومة قيمٍ أخلاقيةٍ كثيرةٍ وكبيرةٍ جداً ، ففي حياته نهج دقيق تفصيلي ، وأنه ما وصل المسلمون إلى ما وصلوا إليه اليوم إلا لأنهم توهَّموا أن الإسلام مجموعة عبادات شعائرية فقط ،هي الصلاة،والصوم، والحج،والزكاة،بينما يحوي الإسلام عدة بنود في كسب المال،بنود في إنفاق المال، بنود في الزواج ،بنود في الطلاق، بنود في المجالس ، بنود في أداء الحِرَف ، بنود في السفر ، بنود في الإقامة ، بنود في تربية الأولاد ، منهج كامل؛ حينما فهم المسلمون أن الإسلام بضعة عبادات شعائرية كانوا خلف الأمم جميعاً، أما حينما فهم الصحابة الكرام أن الدين هو الحياة كما أرادها الله عزَّ وجل ساروا وفق المنهج التفصيلي ، لذلك طلب العلم فرضٌ على كل مسلم ، في حياة المسلمين لا شيء يعلو على طلب العلم ؛ إنَّك بالعلم تعرف من أنت ، وتعرف موقعك بين الناس ، وتعرف ماذا بعد الموت ، وماذا قبل الموت ، وما المنهج الذي ينبغي أن تسير عليه ؟ فلذلك حينما يؤمن المؤمن باليوم الآخر تنتهي مشاكله .الدين كله محاسبة ذاتية ، الدين كله كما قال هذا الأعرابي ، هذا البدوي لسيدنا عمر ، قال له : بعني هذه الشاة وخذ ثمنها ، فقال له : ليست لي ، قال له : قل لصاحبها ماتت ، ليست لي ، خذ ثمنها ، ليست لي ، ثم ألحّ عليه ، قال له : والله إنني في أشد الحاجة إلى ثمنها ،ولو قلت لصاحبها : ماتت،أو أكلها الذئب لصدَّقني، فإني عنده صادقٌ أمين، ولكن أين الله ؟ فالإنسان عندما يعصي الله عزَّ وجل يجب أن يعلم أن إيمانه باليوم الآخر ضعيف ؛ لو كان إيمانه باليوم الآخر قوياً لما عصى الله أبداً ؛ مستحيلٌ أن يعصي الله إذا كان مؤمناً أنه سيحاسب ؛ والله أيها الأخوة لو صح إيمان المسلمين باليوم الآخر لأغلقت المحاكم أبوابها.بقي عمر بن الخطاب وزيرا للعدل مع سيدنا الصديق سنتين ، ولم يَرفع له أحد قضية ، لو أنصف الناس لاستراح القاضي ؛ نحن مشكلتنا الإيمان باليوم الآخر ، وأنك سوف تُسأل . فأكبر وهم نتوهمه أن الذي يأتي إلى المسجد ويصلي هو صاحب دين ؛ تأتي إلى المسجد لتأخذ تعليمات الصانع فقط ، وتعود مرة ثانية لتقبض الثمن ، دينك بعملك ، دينك بدكّانك ، دينك بمكتبك ، دينك بعيادتك ، دينك بشركتك ، دينك بالحقل ، دينك بالمعمل ، دينك مع أولادك .دينك داخل المسجد وخارجه،وارجوا من الله عزّ وجل أن يُمَكَّن الإيمان بالله واليوم الاخر في قلوبنا .
ابو وليد
ابو وليد

ذكر عدد الرسائل : 86
العمر : 54
العمل/الترفيه : العمل على الدعوة الاسلامية
جنسيتك : مغربي
تاريخ التسجيل : 06/12/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى