لماذا السلف (الصالح)؟
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
لماذا السلف (الصالح)؟
لقد أثبت كثير من المسلمين(5) الصلاح والاستقامة للسلف، فهل هناك دليل يقودنا لهذا الإثبات؟ وإذا كان أم لم يكن فمن هم السلف (الصالح)؟!
إن القائلين باستقامتهم ارصدوا مجموعة أدلة ونحن نستعرض أهمها في الأسطر الآتية:
- الدليل الأول:
إنّ أشهر دليل هو ما رواه البخاري عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : (خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم...).
فهذا الحديث أثبت الخيرية للقرون الثلاثة الأولى.
نقض الدليل:
إن هذا الحديث يعارضه أحاديث أخرى عديدة عن أنس أنّه قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): (مثل أمتي مثل المطر لا يدري أوله خير أم آخر)(6).
وقال (صلى الله عليه وآله): (ليدركنّ المسيح أقواماً إنهم لمثلكم أو خير) ثلاث مرات(7).
وقد ذهب ابن عبد البر أنّ في آخر أمته من هو خير من بعض من صحبه(8).
لاشك أنّ القرن الذي ولدَ فيه النبي (صلى الله عليه وآله) أفضل القرون ولكن هذا لا يوجب علينا أن نثبت الاستقامة لكل من صحب النبي، فهناك المنافقون وهناك من آذى النبي وردّ عليه كلامه، وقد حدثت فجائع في هذا القرن، من حرب الجمل إلى صفين إلى النهروان وضربت الكعبة بالمنجنيق من قبل يزيد، وقُتِل الحسين حفيد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحُمِل رأسه إلى الشام...
- الدليل الثاني:
قول الله عزّ وجل: (كنتم خير أمة أخرجت للناس..) واحتج بها ابن القيم على وجوب اتباع السلف(9)
مناقشة الدليل:
إن الخطاب في الآية للأمة كلها. قال ابن كثير: (والصحيح أنّ هذه الآية عامة في جميع الأمة كل قرن بحسبه)(10).
والآية مقترنة بما بعدها: (تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر).
قال عمر: (من سره أن يكون من تلك الأمة فليؤد شرط الله فيها)(11).
- الدليل الثالث:
قول الله عزّ وجل: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه)[التوبة: الآية100].
وقد ذهب محمد بن كعب القرظي إلى أنّ الله غفر لجميع أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) وأوجب لهم الجنة وحين سُئِل: في أي موضع أوجب الله لهم الجنة في كتابه؟ قال: ألا تقرأ (والسابقون الأولون..).
أوجب لجميع أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) الجنة والرضوان وشرط على التابعين شرطاً لم يشترطه فيهم - قال السائل -: وما اشترط عليهم؟
قال: (اشترط عليهم أن يتبعوهم بإحسان...)(12).
إنّ الرجوع إلى أجواء النزول يعيننا على فهم الآية.
جاء في تفسير الطبري: (السابقون الأولون: الذين بايعوا الرسول بيعة الرضوان أو الذين صلوا القبلتين مع الرسول (صلى الله عليه وآله) )(13).
وفي تفسير البغوي: (أمّا السابقون من الأنصار: فهم الذين بايعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليلة العقبة وكانوا ستة في العقبة الأولى وسبعين في الثانية)(14).
فالآية نازلة في فئة قليلة من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) ولا تعمم على كل الصحابة الذين تجاوز مائة ألف إنسان!
وقد اشترطت الآية في اللذين جاءوا بعدهم أن يتبعوهم بإحسان - وهم غالبية الصحابة - أن يتبعوهم بإحسان، فشرط الاتباع بإحسان وارد في الصحابة أنفسهم وليس في طبقة التابعين!
والرضا عنهم ليس دائمي فإذا ما عصوا أو أذنبوا فالله محاسبهم كغيرهم فهو عزّ وجل القائل لنبيه (لئن أشركت ليحبطنَّ عملك)[الزمر: الآية65]، لقد كان الرضا لبيعتهم النبي (صلى الله عليه وآله)، وخاتمة الإنسان هي التي تحدد مصيره
إن القائلين باستقامتهم ارصدوا مجموعة أدلة ونحن نستعرض أهمها في الأسطر الآتية:
- الدليل الأول:
إنّ أشهر دليل هو ما رواه البخاري عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : (خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم...).
فهذا الحديث أثبت الخيرية للقرون الثلاثة الأولى.
نقض الدليل:
إن هذا الحديث يعارضه أحاديث أخرى عديدة عن أنس أنّه قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): (مثل أمتي مثل المطر لا يدري أوله خير أم آخر)(6).
وقال (صلى الله عليه وآله): (ليدركنّ المسيح أقواماً إنهم لمثلكم أو خير) ثلاث مرات(7).
وقد ذهب ابن عبد البر أنّ في آخر أمته من هو خير من بعض من صحبه(8).
لاشك أنّ القرن الذي ولدَ فيه النبي (صلى الله عليه وآله) أفضل القرون ولكن هذا لا يوجب علينا أن نثبت الاستقامة لكل من صحب النبي، فهناك المنافقون وهناك من آذى النبي وردّ عليه كلامه، وقد حدثت فجائع في هذا القرن، من حرب الجمل إلى صفين إلى النهروان وضربت الكعبة بالمنجنيق من قبل يزيد، وقُتِل الحسين حفيد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحُمِل رأسه إلى الشام...
- الدليل الثاني:
قول الله عزّ وجل: (كنتم خير أمة أخرجت للناس..) واحتج بها ابن القيم على وجوب اتباع السلف(9)
مناقشة الدليل:
إن الخطاب في الآية للأمة كلها. قال ابن كثير: (والصحيح أنّ هذه الآية عامة في جميع الأمة كل قرن بحسبه)(10).
والآية مقترنة بما بعدها: (تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر).
قال عمر: (من سره أن يكون من تلك الأمة فليؤد شرط الله فيها)(11).
- الدليل الثالث:
قول الله عزّ وجل: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه)[التوبة: الآية100].
وقد ذهب محمد بن كعب القرظي إلى أنّ الله غفر لجميع أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) وأوجب لهم الجنة وحين سُئِل: في أي موضع أوجب الله لهم الجنة في كتابه؟ قال: ألا تقرأ (والسابقون الأولون..).
أوجب لجميع أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) الجنة والرضوان وشرط على التابعين شرطاً لم يشترطه فيهم - قال السائل -: وما اشترط عليهم؟
قال: (اشترط عليهم أن يتبعوهم بإحسان...)(12).
إنّ الرجوع إلى أجواء النزول يعيننا على فهم الآية.
جاء في تفسير الطبري: (السابقون الأولون: الذين بايعوا الرسول بيعة الرضوان أو الذين صلوا القبلتين مع الرسول (صلى الله عليه وآله) )(13).
وفي تفسير البغوي: (أمّا السابقون من الأنصار: فهم الذين بايعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليلة العقبة وكانوا ستة في العقبة الأولى وسبعين في الثانية)(14).
فالآية نازلة في فئة قليلة من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) ولا تعمم على كل الصحابة الذين تجاوز مائة ألف إنسان!
وقد اشترطت الآية في اللذين جاءوا بعدهم أن يتبعوهم بإحسان - وهم غالبية الصحابة - أن يتبعوهم بإحسان، فشرط الاتباع بإحسان وارد في الصحابة أنفسهم وليس في طبقة التابعين!
والرضا عنهم ليس دائمي فإذا ما عصوا أو أذنبوا فالله محاسبهم كغيرهم فهو عزّ وجل القائل لنبيه (لئن أشركت ليحبطنَّ عملك)[الزمر: الآية65]، لقد كان الرضا لبيعتهم النبي (صلى الله عليه وآله)، وخاتمة الإنسان هي التي تحدد مصيره
أم عبد ا- زائر
صحابة رسول الله
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد :
نشكر الاخت الفاضلة على هذا الموضوع و نسأل الله ان يرزقها العلم النافع و العمل به ,
قبل ان أشرع فى الرد على هذا الموضوع أذكر بعض التعاريف المهمة و الي يرتكز عليها هذا الموصوع :
الاول :من هم السلف الصالح
السلف الصالح هم الصحابة والتابعون وأتباعهم من أئمّة الهدى ومصابيحِ الدُّجَى، الذين اتفقتِ الأُمَّة على إمامتهم وعدالتهم، وتَلَقَّى المسلمون كلامَهم بالرِّضا والقَبول .
الثانى: من هم الصحابة
و المراد بالصحابة و الذى عليه الجمهور هو كل من راى النبي و لو ساعة و أسلم و مات على الاسلام فهو من الصحابة و يخرج بهذا التعريف المنافقين و الذين أرتدوا من الاعراب بعد وفاة النبي ضلى الله عليه و سلم.
اما فيما يخص موصوع الرد فهو يدور على الاسالة التالية :
1- هل نثبت الاستقامة و الصلاح للصحابة ام لا .
2- هل خيرية الصحابة على اطلاقها ام لا .
و نقول و بالله التوفيق ان الاستقامة و الصلاح ثابت بالكتاب و السنة و الواجب علينا ان نثبتها للصحابة بدليل النصوص و نذكر منها مايلى :
قال تعالى فان امنوا بمثل ما امنتم به فقد اهتدوا و ان تولوا فانما هم فى شقاق ) و جه الاستدلال ان الله اثبت الايمان والهدى للصحابة و جعل ايمانهم به مثلا يقتدى به و اعظم ما يدخل فى الايمان الاستقامة و العمل الصالح, فمن امن ايمان الصحابة فهو المهتدى و من خالفهم فهو الضال و هذا لم يجعله الله لاحد من بعدهم .
قال تعالى :(و كذلك جعلناكم أمة و سطا لتكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيدا) وجه الاستدلال ان الله تعالى جعلهم أمة خيارا عدولا ,فهم خير هذه الامة و اعدلها فى اقوالهم و اعمالهم و نياتهم لهذا أستحقوا ان يكونوا شهداء للرسول على امته يوم القيامة ,لهدا نوه بهم ورفع ذكرهم و اثنى عليهم و خعلهم أئمة من بعده فلا يستحق هذا الوصف أحد كاستحقاق الصحابة له لتزكية الله لهم.
اما من السنة المطهرة ما ثبت عن النبي - صلى الله عليه و سلم - فى الصحيحين و غيرهما انه قال "" خير القرون القرن الذى بعثت فيه ثم الدين يلونهم ثم الذين يلونهم "" فى رواية "" خير امتى قرنى..."" وجه الاستدلال من الحديث انه أخبر - صلى الله عليه و سلم - ان خير القرون قرنه مطلقا , و هدا يقتضى تقديمهم فى كل باب من ابواب الخير و الا لو كان خير من بعض الوجوه دون بعض فلن يكونوا خير القرون مطلقا ,و المراد منه جملة القرن و لا يلزم منه تفضيل الصحابة على الانبياء صلوات الله و سلامه عليهم و لا افراد النساء على مريم و اسية و غيرهما .
اما على تفصيل الصحابة على باقى امة محمد صلوات الله و سلامه عليه فالجمهور على تفضيل الصحابة كلهم على جميع من بعدهم وسبب تفضيل نفقتهم لانها كانت فى و قت الضرورة و صيق الحال و لان انفاقهم كان لنصرته - صلى الله عليه و سلم - و حمايته و دلك معدوم بعده و كذا خهادهم و سائر طاعتهم قال تعالى لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح و قاتل اولئك اعظم درجة...) هذا كله مع ما كان فى انفسهم من التودد و الخشوع و التواضع و الاستقامة و الصلاح و الجهاد فى سبيل الله و فضيلة الصحبة و لو لحظة لا يو ازيها عمل و لا تنال درجتها بشيئ .
لهذا نثبت الاستقامة و الصلاح و الخيرية و الافضلية لصحاية رسول الله على باقى امته مع العلم ان الاستقامة و الصلاح ليس من العصمة فى شيئ .
اما عن الادلة الى دكرتها الاخت فى نقض حديث ( خير امتى قرنى ) اقول مايلى من كلام أهل العلم ;
الحديث الاول "" مثل أمتى مثل المطر لا يدرى اوله خير ام اخره "" و هذا الحذيث عزاه النووى فى فتاويه الى مسند ابى يعلى من حديث انس باسناد ضعيف , مع انه عند الترميذى باسناد أقوى منه من حديث انس و صححه ابن حبان من حديث عمار و ذكره الشيخ الالبانى فى السلسلة الصحيحة , و هذا الحديث لا ينقض الحديث الاول فى شيئ انما الخلاف وقع فى أثبات الافضلية للصحابة على اطلاقها ام لا و قال بعدم اثبات الافضلية على اطلاقها ابن عبد البر و ستدل بهدا الحديث و اجاب عليه النووى بما حاصله := ان المراد من يشتبه عليه الحال فى ذلك من اهل الزمان الذى يدركون عيسى عليه السلام و يرون مافى زمانه من الحير و البركة و انتظام كلمة الاسلام و دحض كلمة الكفر فيشتبه الحال على من شاهد ذلك اى الزمانين خير و هذا الاشتباه مندفع بصريح قوله ( خير القرون قرنى...) .
اما الحديث الثانى هو حديث عبد الرحمان بن جبير بن نفير قال " لمل اشتد حزن اصحاب النبي صلى الله عليه و سلم على من اصيب مع ريد يوم مؤته قال النبي صلى الله عليه و سلم ( ليدركن المسيح من هذه الامة أقواما انهم لمثلكم او حير - ثلاث مرات - و لن يخزي الله امة انا اولها و المسيح اخرها ) .
و هذا الحديث يقوى كلام النووى مع العلم ان الحديث الاول و الثانى جاء على و جه الاحتمال و ليس الاثبات عكس حديث ( خير القرون قرنى ... ) و الذى يظهر بعد الجمع بين الاحديث انه من قاتل مع النبي صلى الله عليه و سلم فى زمانه بأمره او انفق شيئا من ماله لا يعدله فى الفضل احد بعده كائنا من كان و الاصل فى ذلك قوله تعالى "" لا يستوى منكم من انفق من قبل الفتح و قاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد و قاتلوا "" .
أما عن قوله تعالى "" كنتم خير امة اخرجت لناس "" فهذه الاية نزلت فى صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم و هذا لا شك فيه و لا ريب و قد رواى الامام احمد فى مسنده و النسائى فى سننه و الحاكم فى مستدركه من حديث سماك عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فى قوله تعالى "" كنتم خير امة اخرجت للناس "" قال هم الذين هاجروا مع رسول الله من مكة الى المدينة و اسناده حسن فهذه الاية نزلت فى صحابة رسول الله و اثبتت الخيرية لهم و هى عامة فى نفي الوقت فى جميع امة محمد صلوات الله و سلامه عليه كل قرن بحسبه وفى كل حقبة زمانية تكون امة محمد خير امة اخرجت للناس لان العبرة بعموم اللفظ و ليس بخصوصه .
اما قوله تعالى "" و السابقون الاولون ... "" فنجعل لها موضوعا خاص بها ان شاء الله . ( يتبع )
و صلى الله على نبيه و سلم تسلما كثيرا
نشكر الاخت الفاضلة على هذا الموضوع و نسأل الله ان يرزقها العلم النافع و العمل به ,
قبل ان أشرع فى الرد على هذا الموضوع أذكر بعض التعاريف المهمة و الي يرتكز عليها هذا الموصوع :
الاول :من هم السلف الصالح
السلف الصالح هم الصحابة والتابعون وأتباعهم من أئمّة الهدى ومصابيحِ الدُّجَى، الذين اتفقتِ الأُمَّة على إمامتهم وعدالتهم، وتَلَقَّى المسلمون كلامَهم بالرِّضا والقَبول .
الثانى: من هم الصحابة
و المراد بالصحابة و الذى عليه الجمهور هو كل من راى النبي و لو ساعة و أسلم و مات على الاسلام فهو من الصحابة و يخرج بهذا التعريف المنافقين و الذين أرتدوا من الاعراب بعد وفاة النبي ضلى الله عليه و سلم.
اما فيما يخص موصوع الرد فهو يدور على الاسالة التالية :
1- هل نثبت الاستقامة و الصلاح للصحابة ام لا .
2- هل خيرية الصحابة على اطلاقها ام لا .
و نقول و بالله التوفيق ان الاستقامة و الصلاح ثابت بالكتاب و السنة و الواجب علينا ان نثبتها للصحابة بدليل النصوص و نذكر منها مايلى :
قال تعالى فان امنوا بمثل ما امنتم به فقد اهتدوا و ان تولوا فانما هم فى شقاق ) و جه الاستدلال ان الله اثبت الايمان والهدى للصحابة و جعل ايمانهم به مثلا يقتدى به و اعظم ما يدخل فى الايمان الاستقامة و العمل الصالح, فمن امن ايمان الصحابة فهو المهتدى و من خالفهم فهو الضال و هذا لم يجعله الله لاحد من بعدهم .
قال تعالى :(و كذلك جعلناكم أمة و سطا لتكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيدا) وجه الاستدلال ان الله تعالى جعلهم أمة خيارا عدولا ,فهم خير هذه الامة و اعدلها فى اقوالهم و اعمالهم و نياتهم لهذا أستحقوا ان يكونوا شهداء للرسول على امته يوم القيامة ,لهدا نوه بهم ورفع ذكرهم و اثنى عليهم و خعلهم أئمة من بعده فلا يستحق هذا الوصف أحد كاستحقاق الصحابة له لتزكية الله لهم.
اما من السنة المطهرة ما ثبت عن النبي - صلى الله عليه و سلم - فى الصحيحين و غيرهما انه قال "" خير القرون القرن الذى بعثت فيه ثم الدين يلونهم ثم الذين يلونهم "" فى رواية "" خير امتى قرنى..."" وجه الاستدلال من الحديث انه أخبر - صلى الله عليه و سلم - ان خير القرون قرنه مطلقا , و هدا يقتضى تقديمهم فى كل باب من ابواب الخير و الا لو كان خير من بعض الوجوه دون بعض فلن يكونوا خير القرون مطلقا ,و المراد منه جملة القرن و لا يلزم منه تفضيل الصحابة على الانبياء صلوات الله و سلامه عليهم و لا افراد النساء على مريم و اسية و غيرهما .
اما على تفصيل الصحابة على باقى امة محمد صلوات الله و سلامه عليه فالجمهور على تفضيل الصحابة كلهم على جميع من بعدهم وسبب تفضيل نفقتهم لانها كانت فى و قت الضرورة و صيق الحال و لان انفاقهم كان لنصرته - صلى الله عليه و سلم - و حمايته و دلك معدوم بعده و كذا خهادهم و سائر طاعتهم قال تعالى لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح و قاتل اولئك اعظم درجة...) هذا كله مع ما كان فى انفسهم من التودد و الخشوع و التواضع و الاستقامة و الصلاح و الجهاد فى سبيل الله و فضيلة الصحبة و لو لحظة لا يو ازيها عمل و لا تنال درجتها بشيئ .
لهذا نثبت الاستقامة و الصلاح و الخيرية و الافضلية لصحاية رسول الله على باقى امته مع العلم ان الاستقامة و الصلاح ليس من العصمة فى شيئ .
اما عن الادلة الى دكرتها الاخت فى نقض حديث ( خير امتى قرنى ) اقول مايلى من كلام أهل العلم ;
الحديث الاول "" مثل أمتى مثل المطر لا يدرى اوله خير ام اخره "" و هذا الحذيث عزاه النووى فى فتاويه الى مسند ابى يعلى من حديث انس باسناد ضعيف , مع انه عند الترميذى باسناد أقوى منه من حديث انس و صححه ابن حبان من حديث عمار و ذكره الشيخ الالبانى فى السلسلة الصحيحة , و هذا الحديث لا ينقض الحديث الاول فى شيئ انما الخلاف وقع فى أثبات الافضلية للصحابة على اطلاقها ام لا و قال بعدم اثبات الافضلية على اطلاقها ابن عبد البر و ستدل بهدا الحديث و اجاب عليه النووى بما حاصله := ان المراد من يشتبه عليه الحال فى ذلك من اهل الزمان الذى يدركون عيسى عليه السلام و يرون مافى زمانه من الحير و البركة و انتظام كلمة الاسلام و دحض كلمة الكفر فيشتبه الحال على من شاهد ذلك اى الزمانين خير و هذا الاشتباه مندفع بصريح قوله ( خير القرون قرنى...) .
اما الحديث الثانى هو حديث عبد الرحمان بن جبير بن نفير قال " لمل اشتد حزن اصحاب النبي صلى الله عليه و سلم على من اصيب مع ريد يوم مؤته قال النبي صلى الله عليه و سلم ( ليدركن المسيح من هذه الامة أقواما انهم لمثلكم او حير - ثلاث مرات - و لن يخزي الله امة انا اولها و المسيح اخرها ) .
و هذا الحديث يقوى كلام النووى مع العلم ان الحديث الاول و الثانى جاء على و جه الاحتمال و ليس الاثبات عكس حديث ( خير القرون قرنى ... ) و الذى يظهر بعد الجمع بين الاحديث انه من قاتل مع النبي صلى الله عليه و سلم فى زمانه بأمره او انفق شيئا من ماله لا يعدله فى الفضل احد بعده كائنا من كان و الاصل فى ذلك قوله تعالى "" لا يستوى منكم من انفق من قبل الفتح و قاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد و قاتلوا "" .
أما عن قوله تعالى "" كنتم خير امة اخرجت لناس "" فهذه الاية نزلت فى صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم و هذا لا شك فيه و لا ريب و قد رواى الامام احمد فى مسنده و النسائى فى سننه و الحاكم فى مستدركه من حديث سماك عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فى قوله تعالى "" كنتم خير امة اخرجت للناس "" قال هم الذين هاجروا مع رسول الله من مكة الى المدينة و اسناده حسن فهذه الاية نزلت فى صحابة رسول الله و اثبتت الخيرية لهم و هى عامة فى نفي الوقت فى جميع امة محمد صلوات الله و سلامه عليه كل قرن بحسبه وفى كل حقبة زمانية تكون امة محمد خير امة اخرجت للناس لان العبرة بعموم اللفظ و ليس بخصوصه .
اما قوله تعالى "" و السابقون الاولون ... "" فنجعل لها موضوعا خاص بها ان شاء الله . ( يتبع )
و صلى الله على نبيه و سلم تسلما كثيرا
عبد المحسن الجزائري- عدد الرسائل : 8
العمر : 48
العمل/الترفيه : موظف
تاريخ التسجيل : 17/10/2008
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم أخي وحفظك ونفعك بالعلم
جزيتم الجنة بلاحساب ولاعقاب
جزيتم الجنة بلاحساب ولاعقاب
أم عبد البر- عدد الرسائل : 25
العمر : 94
العمل/الترفيه : العمل
تاريخ التسجيل : 21/10/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى