منتدى اهل السنة والاثر منبر التصفية والتربية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مامعنى الفقه؟

اذهب الى الأسفل

مامعنى الفقه؟ Empty مامعنى الفقه؟

مُساهمة  أم عبد البر الأربعاء أكتوبر 22, 2008 7:18 pm

[ تعريف الفقه ] والفقه لغة : اختلف فيه , فقال ابن فارس في المجمل " : هو العلم , وجرى عليه إمام الحرمين في التلخيص " , وإلكيا الهراسي , وأبو نصر بن القشيري , والماوردي إلا أن حملة الشرع خصصوه بضرب من العلوم . ونقل ابن السمعاني عن ابن فارس : أنه إدراك علم الشيء وقال الجوهري وغيره : هو الفهم . وقال الراغب : هو التوسل إلى علم غائب بعلم شاهد فهو أخص من العلم . وفي المحكم " لابن سيده : الفقه العلم بالشيء والفهم له والظاهر أن مراده بهما واحد وهو [ ص: 31 ] الفهم , لأنه فسر الفهم بمعرفة الشيء بالقلب , ومعرفة الشيء بالقلب هو العلم به , ومثله قول الأزهري : فهمت الشيء عقلته وعرفته , وأصرح منه قول الجوهري : فهمت الشيء فهما علمته . وظهر بهذا أن الفهم المفسر به الفقه ليس فهم المعنى من اللفظ , ولا فهم غرض المتكلم . ونقل الفقه إلى علم الفروع بغلبة الاستعمال كما أشار إليه ابن سيده حيث قال : غلب على علم الدين لسيادته وشرفه كالنجم على الثريا , والعود على المندل . قال ابن سراقة : وقيل : حده في اللغة العبارة عن كل معلوم تيقنه العالم به عن فكر . وقال أبو الحسين في المعتمد " , وتبعه في المحصول " : فهم غرض المتكلم , ورد بأنه يوصف بالفهم حيث لا كلام , وبأنه لو كان كذلك لم يكن في نفي الفقه عنهم منقصة ولا تعيير , لأنه غير متصور , وقد قال تعالى : { ولكن لا تفقهون تسبيحهم } . [ ص: 32 ] وقال ابن دقيق العيد : وهذا تقييد للمطلق بما لا يتقيد به . وقال الشيخ أبو إسحاق وصاحب اللباب " . من الحنفية : فهم الأشياء الدقيقة , فلا يقال : فقهت أن السماء فوقنا . قال القرافي : وهذا أولى , ولهذا خصصوا اسم الفقه بالعلوم النظرية , فيشترط كونه في مظنة الخفاء , فلا يحسن أن يقال : فهمت أن الاثنين أكثر من الواحد , ومن ثم لم يسم العالم بما هو من ضروريات الأحكام الشرعية فقيها , فإن احتج له بقوله تعالى : { قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول } وقوله : { فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا } . قلنا : هذا يدل على أن الفهم من الخطاب يسمى فقها , لا على أنه لا يسمى فقها إلا ما ما كان كذلك , وقد قال تعالى : { ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها } وهذا لا يختص بالفهم من الخطاب , بل عدم الفهم مطلقا من الأدلة العقلية والسمعية , وطرق الاعتبار , ثم المراد من الفهم : الإدراك , لا جودة الذهن من جهة تهيئته لاقتناص ما يرد عليه من المطالب خلافا للآمدي . [ الذهن ] والذهن : عبارة عن قوة النفس المستعدة لاكتسابها الحدود الوسطى والآراء . وقال ابن سراقة : الفهم عبارة عن إتقان الشيء , والثقة به [ ص: 33 ] على الوجه الذي هو به عن نظر , ولذلك يقال : نظرت ففهمت , ولا يقال في صفات الله سبحانه : فهم . يقال : فقه - بالكسر - فهو فاقه إذا فهم , وفقه - بالفتح - فهو فاقه أيضا إذا سبق غيره إلى الفهم , وفقه - بالضم - فهو فقيه إذا صار الفقه له سجية , واستعمل لاسم فاعله فقيه , لأن " فعيلا " قياس في اسم فاعل " فعل " , ووقع في عبارة بعضهم : أنه اختير له " فعيل " , لأن " فعيلا " للمبالغة , فاستعمالها فيمن صار الفقه له سجية أولى . وهذا ليس بصحيح . أعني دعوى أن " فعيلا " هاهنا للمبالغة , لأن الألفاظ المستعملة للمبالغة هي التي كانت على صيغة , فحولت عنها إلى تلك الألفاظ للمبالغة , ولذلك يقع في كلامهم ما حول للمبالغة من " فاعل " , [ إلى ] " مفعال " أو " فعيل " أو " فعول " , أو " فعل " , وأما فقيه فهو قياس , لأن " فعيلا " , مقيس في " فعل " , فهو مستعمل فيما هو قياسه من غير تحويل , نحو " عليم " و " شفيع " , فإن المتكلم يحولهما عن شافع وعالم , لقصد المبالغة , ولا مخلص عن هذا إلا أن يدعى أنه خولف تقديرا بمعنى أن الواضع , حوله عن " فاعل " لقصد المبالغة . فإن قلت : ليس من شرط الفقيه أن يكون له سجية , ولهذا قال الرافعي في الوقف على الفقهاء : إنه يدخل فيه من حصل منه شيئا , وإن قل , وقضية هذا حصوله بمسمى مسألة واحدة . قلت : ليس كذلك لما سأذكره من كلام الشيخ أبي إسحاق , والغزالي , وابن السمعاني , وغيرهم من الأئمة , ولعل مراده من حصل حتى صار له سجية وإن قلت . [ ص: 34 ] الفقه في الاصطلاح ] وأما في اصطلاح الأصوليين : فالعلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسب من أدلتها التفصيلية . فالعلم جنس , والمراد به الصناعة , كما تقول : علم النحو أي : صناعته , وحينئذ فيندرج فيه الظن واليقين , وعلى هذا فلا يرد سؤال الفقه من باب الظنون , ومن أورده فهو اختيار منه لاختصاص العلم بالقطعي . وخرج بالأحكام : العلم بالذوات , والصفات , والأفعال . وبالشرعية : العقلية , والمراد بها ما يتوقف معرفتها على الشرع . وبالعملية : عن العلمية , ككون الإجماع وخبر الواحد حجة . قاله الإمام . وقال الأصفهاني : خرج به أصول الفقه , فإنه ليس بعملي , أي : ليس علما بكيفية عمل . قال ابن دقيق العيد : وفيه نظر , لأن الغاية المطلوبة منها العمل , فكيف يخرج بالعملية ؟ وقال الباجي : هو احتراز عن أصول الدين . واعلم أن أصول الدين منه ما ثبت بالعقل وحده كوجود الباري , ومنه [ ص: 35 ] ما ثبت بكل من العقل والسمع كالوحدانية , وهذان خارجان بقوله : الشرعية , ومنه ما لا يثبت إلا بالسمع كمسألة أن الجنة مخلوقة , وأن الصراط حق , وهذا من الفقه لوجوب اعتقاده , وعدل الآمدي , وابن الحاجب عن لفظ " العملية " إلى الفرعية , لأن النية من مسائل الفقه وليست عملا , وليس بجيد , لأنها عمل . والظاهر أن لفظ " العملية " أشمل لدخول وجوب اعتقاد مسائل الديانات التي لا تثبت إلا بالسمع , فإنها من الفقه كما سبق بخلاف الفرعية . وبالمكتسب : علم الله تعالى , وما يلقيه في قلب الأنبياء والملائكة من الأحكام بلا اكتساب . وبالأخير : عن اعتقاد المقلد , فإنه مكتسب من دليل إجمالي : قاله الإمام . وقيل : علم المقلد لم يدخل في الحد بل هو احتراز عن علم الخلاف . وأما عند الفقهاء : فقال القاضي الحسين : الفقه افتتاح علم الحوادث على الإنسان . أو افتتاح شعب أحكام الحوادث على الإنسان حكاه البغوي عنه في تعليقه " . [ ص: 36 ] وقال ابن سراقة : حده في الشرع : عبارة عن اعتقاد علم الفروع في الشرع , ولذلك لا يقال في صفاته سبحانه وتعالى : فقيه . قال : وحقيقة الفقه عندي : الاستنباط . قال الله تعالى : { لعلمه الذين يستنبطونه منهم } . واختيار ابن السمعاني في القواطع " أنه استنباط حكم المشكل من الواضح . قال : وقوله صلى الله عليه وسلم : { رب حامل فقه غير فقيه } أي : غير مستنبط ومعناه : أنه يحمل الرواية من غير أن يكون له استدلال واستنباط فيها . وقال في ديباجة كتابه : وما أشبه الفقيه إلا بغواص في بحر در كلما غاص في بحر فطنته استخرج درا , وغيره مستخرج آجرا . ومن المحاسن قول الإمام أبي حنيفة : الفقه معرفة النفس ما لها وما عليها . قيل : وأخذه من قوله تعالى : { لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت } . وقال الغزالي في الإحياء " في بيان تبديل أسامي العلوم : إن الناس تصرفوا في اسم الفقه , فخصوه بعلم الفتاوى والوقوف على وقائعها , وإنما هو في العصر الأول اسم لمعرفة دقائق آفات النفوس , والاطلاع على الآخرة وحقارة الدنيا . قال تعالى : { ليتفقهوا في الدين ولينذروا } [ ص: 37 ] والإنذار بهذا النوع من العلم دون تفاريع السلم والإجارة . وعن أبي الدرداء . لا يفقه العبد كل الفقه حتى يمقت الناس في ذات الله , ثم يقبل على نفسه فيكون لها أشد مقتا . وسأل فرقد السنجي الحسن عن شيء : فقال : إن الفقهاء يخالفونك , فقال الحسن : ثكلتك أمك وهل رأيت فقيها بعينك ؟ إنما الفقيه هو الزاهد في الدنيا . الراغب في الآخرة . البصير بذنبه . المداوم على عبادة ربه . الورع الكاف . ولذلك قال الحليمي في " المنهاج " : إن تخصيص اسم الفقه بهذا الاصطلاح حادث . قال : والحق أن اسم الفقه يعم جميع الشريعة التي من [ ص: 38 ] جملتها ما يتوصل به إلى معرفة الله , ووحدانيته , وتقديسه , وسائر صفاته , وإلى معرفة أنبيائه , ورسله عليهم السلام , ومنها علم الأحوال , والأخلاق , والآداب , والقيام بحق العبودية وغير ذلك . قلت : ولهذا صنف أبو حنيفة كتابا في أصول الدين وسماه " الفقه الأكبر " .

أم عبد البر

انثى عدد الرسائل : 25
العمر : 94
العمل/الترفيه : العمل
تاريخ التسجيل : 21/10/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى