حكم العمل بالحديث الضعيف

بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و على اله الطيبين الطاهرين و اصحابه الغر الميامين الذين حفظ الله بهم الملة واطهر الدين و على من اتبعهم باحسان و سار على نهجهم الى يوم الدين.

اما بعد : قبل الشروع فى الحديث عن حكم العمل بالحديث الضعيف نذكر فى عجالة بعض التعاريف المهمة و الخاصة بهذا النوع من الاحاديث.
تعريف الحديث الضعيف :
هو كل حديث لم تجتمع فيه صفات الصحيح و لا صفات الحديث الحسن و يمكن اجمال شروط الصحيح و الحسن بقسميه فى خمسة شروط:
اولا : اتصال السند
ثانيا : عدالة الرواة
ثالثا : الضبط و هو نوعان ضبط الصدر و ضبط الكتاب
( و هذا الشروط الثلاثة يجب ان تتوفر فى الراوى )
رابعا : الشذوذ
خامسا: العلة القادحة
فالحديث الصحيح هو الجديث الذى يتصل اسناده بنقل العدل الضابط عن مثله حتى ينتهى الى رسول الله او الى منتهاه من صحابى او من دونه و لا يكون شاذا و لا معللا بعلة قادحة و قد يكون مشهورا او غريب .
فكل حديث فقدت فيه بعض هذا الشروط أو كلها فهو حديث ضعيف .
( اقسام الحديث الضعيف )
و ينقسم الضعيف الى اقسام كثيرة اوصلها بعضهم الى ثلاثمائة واحدى و ثمانين صورة و منهم من احصاها فى تسعة و اربعون نوعا كلها داخادلة تحت هذا التعريف كما قال ابو حاتم محمد بن حبان البستى المتوفى سنة (354) :
ثم ان من هده الاقسام ماليس له اسم خاص فيكون له اللقب العام و هو الضعيف و منها ماله لقب خاص به كالمرسل والمنقطع و المعضل و المعلق و المدلس و الشاذ و المنكر و المتروك و المعل و المضطرب و المدرج و المقلوب و الموضوع و هو شر انواع الضعيف و ارذلها.
( حكم العمل بالحديث الضعيف )
الحديث الضعيف الذى يكون شديد الضعف مثل الموضوع او الساقط مثلا فهذا النوع لا يجوز العمل به قط لا فى الحلال و الحرام و لا فى باب الفضائل و فى الترغيب و الترهيب باجماع المحدثين .
اما الحديث الضعيف الذى لم يصل الى حد السقوط و الوضع اى انه ليس بشديد الضعف فقد اختلفت فيه انظار العلماء و انقسمت اراءهم الى قسمين :
القسم الاول : من قال بجواز العمل بالحديث الضعيف
قال ابن الصلاح : يجوز العمل بالحديث الضعيف لكن بشروط و هى :
1-ان يكون الحديث فى القصص و المواعظ و فضائل الاعمال و فى الترغيب و الترهيب
2-ان يكون الضعف فيه غير شديد
3-ان يكون الحديث مندرج تحت اصل من اصول الشريعة
4- ان لا يعتقد العامل به بثبوته بل يعتقد الاحتياط
وممن قال بهذا القول عبد الرحمان بن مهدى و فى رواية عن الامام احمد و قاله ابن حجر فى النزهة و هدا ما ذهب اليه شيخ الاسلام ابن تيمية
القسم الثانى : لا يجوز العمل بالحديث الضعيف مطلقا
حكاه ابن سيد الناس فى " عيون الاثر" عن يحي بن معين و نسبه فى " فتح المغيث" لابى بكر بن العربى المالكى و الظاهر انه مذهب البخارى و مسلم و هو مذهب ابن حزم وهذا هو مذهب الشيخ الالبانى و الشيخ ابى اسحاق الحوينى
و الحمد لله فهذا الذى ندين الله به و نعتقده و هو الحق الذى لا ريب فيه و هذا لامور منها :
1- ماهو الدليل على التفريق بين فضائل الاعمال و الترغيب و الترهيب و الاحكام الشرعية من حلال و حرام اد كل من الشرع فلما التفريق.
2- قال عليه الصلاة و السلام " من حدث عنى بحديث يرى انه كذب فهو احد الكذابين" فهذا بمن يروى فكيف بمن يعمل به .
3- الحديث الضعيف هو الحديث الذى لم يقله النبي صلى الله عليه و سلم فكيف نعمل بحديث يترتب عليه حكما شرعيا وهو ضعيف الا يدخل هذا فى قول النبى صلى اله عليه و سلم " من احدث فى امرن هذا ماليس منه فهو رد "
ثم هناك تناقض كيف نعمل بحديث نشترط فيه عند العمل به ان لا نعتقد انه ثابت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ,ثم هل نحن انتهينا من العمل بالاحاديث الصحيحة ? هل نحن استوعبنا الاحاديث الصحيحة و عملنا بكل ما فيها و اتقناها و ما بقي الا ان نذكر الاحاديث الضعيفة فى باب الفضائل و باب المناقب و غير ذلك ? ثم الا يكفى الاحاديث الصحيحة و الحسنة حتى نعمل بالاحاديث الضعيفة, لكن الاشر من هذا كله اننا فتحنا الباب للمبتدعة و الفرق الضالة فى القول على الله بغير علم و هذا تحت عنوان جواز العمل بالاحاديث الضعيفة والاعظم كذلك هو انتشار الاحاديث الضعيفة على انها صحيحة بل اصح ما روية عن النبى صلى الله عليه و سلم اتدرون لماذا لانها اصبحت تذكر على المنابرو فى حلق الوعظ و القاعدة المعروف عند العوام " كل مايذكر من احاديث على المنبر فهى صحيحة بل من اصح الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و لم ينتهى الامر عند هذا الحد بل انتشرت الاحديث الموضوعة و التى هى اشر انواع الحديث الضعيف و لم يبقى الا ان اقول الله المستعان .
من اراد الرد على هذا الموضوع يجب ان يكون منصفا و ان يتبع الحق و ليس الرجال و الحمد لله نحن نتبع الدليل و لا نقلد التقليد الاعمى.
و صلى الله على نبينا محمد و على اله و صحبه و سلم تسليما كثيرا

ان شاء الله سنكتب موضوع حوله

ان شاء الله سنكتب موضوع حوله

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى وبعد:
جزاكم الله كل خير على الموضوع، وقدذكرنا الخلاف بين أهل العلم حول الأمر، ولكن أكثر أهل العلم على جواز العمل بالضعيف من الحديث في فضائل الأعمال، ولمزيد من التفصيل نرجو العودة للتعقيب الذي أوردته تحت موضوع الحديث الضعيف، وإن كان الأمر يطول ولكن ولله الحمد اختصرنا مع عدم التفريط في جانب ايراد الأدلة على الجواز سيما وأنه قول أكثر أهل العلم، والله أعلى وأعلم.

بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد

يااخى الكريم العبرة ليست بالكثرة او القلة و انما بتباع الحق و الدليل و معلوم ان الحق حق و لو كنت وحدك و الحمد لله الامر واضح فى هذه المسالة و اكبر المحدثين قالوا بعدم جواز العمل بالحديث الضعيف و اذا اردت اعطيك التفصيل الممل فى هذه المسالة من امهات كتب الحديث