اعتقاد الائمة الاربعة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
اعتقاد الائمة الاربعة
اعتقاد الأئمة الأربعة
الدكتور محمد بن عبدالرحمن الخميس
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )( )
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرا ونساءً واتقوا الله الذي تسآءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )( )
( يا أيها آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما )( )
أما بعد فقد قمت ببحث موسع لنيل درجة الدكتوراه في أصول الدين عند الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى 0 وقد ضمنت المقدمة تلخيص عقيدة الأئمة الثلاثة مالك والشافعي وأحمد وقد طلب مني بعض الفضلاء إفراد عقيدة هؤلاء الثلاثة , ولاستكمال ذكر عقيدة الأئمة الأربعة , رأيت أن أضم إلى ما ذكرته في مقدمة بحثي تلخيص ما بستطه عن عقيدة الإمام أبي حنيفة رحمه الله في التوحيد والقدر والإيمان والصحابة وموقفه من علم الكلام .
والله أسأل أن يكون هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم وأن يوفقنا جميعاً لهدي كتابه والسير على سنة رسوله صلى الله عليه وسلم والله وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
محمد بن عبدالرحمن الخميس
المبحث الأول
بيان أن اعتقاد الأئمة الأربعة واحد في مسائل أصول الدين ما عدا مسألة الإيمان
اعتقاد الأئمة الأربعة – أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد رحمهم الله – هو ما نطق به الكتاب والسنة وما كان عليه الصحابة والتابعون لهم بإحسان وليس بين هؤلاء الأئمة ولله الحمد نزاع في أصول الدين بل هم متفقون على الإيمان بصفات الرب وأن القرآن كلام الله غير مخلوق , وأن الإيمان لا بد فيه من تصديق القلب واللسان , بل كانوا ينكرون على أهل الكلام من جهمية وغيرهم ممن تأثروا بالفلسفة اليونانية والمذاهب الكلامية .. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( ... ولكن من رحمة الله بعباده أن الأئمة الذين لهم في الأمة لسان صدق كالأئمة الأربعة وغيرهم ... كانوا ينكرون على أهل الكلام من الجهمية قولهم في القرآن والإيمان وصفات الرب , وكانوا متفقين على ما كان عليه السلف من أن الله يُرى في الآخرة وأن القرآن كلام الله غير مخلوق , وأن الإيمان لا بد فيه من تصديق القلب واللسان ... ) ( )
وقال ( إن الأئمة المشهورين كلهم يثبتون الصفات لله تعالى ويقولن : إن القرآن كلام الله ليس بمخلوق , ويقولون : إن الله يُرى في الآخرة , هذا مذهب الصحابة والتابعين لهم بإحسان من أهل البيت وغيرهم وهذا مذهب الأئمة المتبوعين مثل مالك بن أنس والثوري والليث بن سعد , والأوزاعي , وأبي حنيفة , والشافعي , وأحمد )( )
وسُئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن اعتقاد الشافعي فأجاب بقوله ( اعتقاد الشافعي رضي الله عنه واعتقاد السلف الأمة كمالك والثوري والأوزارعي وابن المبارك وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه هو اعتقاد المشايخ المقتدى بهم كالفضيل بن عياض وأبي سليمان الداراني وسهل بن عبدالله التستري وغيرهم , فإنه ليس بين هؤلاء الأئمة وأمثالهم نزاع في أول الدين وكذلك أبوحنفية رحمه الله فإن الاعتقاد الثابت عنه في التوحيد والقدر ونحو ذلك موافق لاعتقاد هؤلاء واعتقاد هؤلاء هو ما كان عليه الصحابة والتابعون لهم بإحسان وهو ما نطق به الكتاب والسنة )( )
وهذا ما اختاره العلامة صديق حسن خان حيث يقول ( فمذهبنا مذهب السلف إثبات بلا تشبيه وتنزيه بلا تعطيل وهو مذهب أئمة الإسلام كمالك والشافعي والثوري وابن المبارك والإمام أحمد ... وغيرهم فإنه ليس بين هؤلاء الأئمة نزاع في أصول الدين وكذلك أبو حنيفة رضي الله عنه فإن الاعتقاد الثابت عنه موافق لاعتقاد هؤلاء وهو الذي نطق به الكتاب والسنة ... )( )
***
المبحث الثاني
عقيدة الإمام أبي حنيفة رحمه الله
أ – أقوال الإمام أبي حنيفة رحمه الله في التوحيد
أولاً : عقيدته في توحيد الله وبيان التوسل الشرعي وإبطال التوسل البدعي :
(1) قال أبوحنيفة رحمه الله ( لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به والدعاء المأذون فيه المأمور به ما استفيد من قوله تعالى " ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون .. "( ) )( )
(2) قال أبوحنيفة رحمه الله ( يكره أن يقول الداعي أسألك بحق فلان أو بحق أنبيائك ورسلك وبحق البيت الحرام والمشعر الحرام )( )
(3) وقال أبوحنيفة ( لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به وأكره أن يقول بمعاقد العز من عرشك )( )
ثانياً : قوله في إثبات الصفات والرد على الجهمية :
(4) وقال ( لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين , وغضبه ورضاه صفتان من صفاته بلا كيف , وهو قول أهل السنة والجماعة وهو يغضب ويرضى ولا يقال : غضبه عقوبته ورضاه ثوباه , ونصفه كما وصف نفسه أحدٌ لم يلم ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد , حيٌّ قادر سميع بصير عالم , يد الله فوق أيديهم ليست كأيدي خلقه ووجهه ليس كوجوه خلقه )( )
(5) وقال ( وله يد ووجه ونفس , كما ذكره الله تعالى في القرآن , فما ذكره الله تعالى في القرآن من ذكر الوجه واليد والنفس و فهو له صفات بلا كيف ولا يقال إن يده قدرته أو نعمته , لأن فيه إبطال الصفة وهو قول أهل القدر والاعتزال )( )
(6) وقال ( لا ينبغي لأحد أن ينطق في ذات الله بشيء بل يصفه بما وصف به نفسه ولا يقول فيه برأيه شيئاً تبارك الله وتعالى رب العالمين )( )
(7) ولما سئُل عن النزول الإلهي قال ( ينزل بلا كيف )( )
(8) وقال أبو حنيفة ( والله تعالى يدعى من أعلى لا من أسفل لأن الأسفل ليس من وصف الربوبية والألوهية في شيء )( )
(9) وقال ( وهو يغضب ويرضى ولا يقال غضبه عقوبته ورضاه ثوابه )( )
(10) وقال ( ولا يشبه شيئاً من الأشياء من خلقه ولا يشبه من خلقه لم ينزل ولا يزال بأسمائه وصفاته )( )
(11) وقال ( وصفاته بخلاف صفات المخلوقين يعلم لا كعلمنا , ويقدر لا كقدرتنا , ويرى لا كرؤيتنا , ويسمع لا كسمعنا , ويتكلم لا ككلامنا )( )
(12) وقال ( لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين )( )
(13) وقال ( ومن وصف الله تعالى بمعنى من معاني البشر فقد كفر )( )
(14) وقال ( وصفاته الذاتية والفعلية , أما الذاتية فالحياة والقدرة والعلم والكلام والسمع والبصر والإرادة , وأما الفعلية فالتخليق والترزيق والإنشاء والإبداع والصنع وغير ذلك من صفات الفعل لم يزل ولا يزال بأسمائه وصفاته )( )
(15) وقال ( ولم يزل فاعلاً بفعله والفعل صفة في الأزل والفاعل هو الله تعال والفعل صفة في الأزل والمفعول مخلوق وفعل الله تعالى غير مخلوق )( )
(16) وقال ( من قال لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض فقد كفر , وكذا من قال إنه على العرش ولا أدري العرش أفي السماء أم في الأرض )( )
(17) وقال للمرأة التي سألته أين إلهك الذي تعبده قال ( إن الله سبحانه وتعالى في السماء دون الأرض , فقال له رجل : أرأيت قول الله تعالى ( وهو معكم )( ) قال : هو كما تكتب للرجل إني معك وأنت غائب عنه )( )
(18) وقال كذلك ( يد الله فوق أيديهم ليست كأيدي خلقه )( )
(19) وقال ( إن الله سبحانه وتعالى في السماء دون الأرض فقال له رجل : أرأيت قول الله تعالى ( وهو معكم )( ) قال : هو كما تكتب لرجل إني معك وأنت غائب عنه )( )
(20) وقال ( قد كان متكلماً ولم يكن كلم موسى عليه السلام )( )
(21) وقال ( ومتكلماً بكلامه والكلام صفة في الأزل )( )
(22) وقال ( يتكلم لا ككلامنا )( )
(23) وقال ( وسمع موسى عليه السلام كلام الله تعالى كما قال الله تعالى ( وكلم الله موسى تكليماً )( ) وقد كان الله تعالى متكلماً ولم يكن كلم موسى عليه السلام )( )
(24) وقال ( والقرآن كلام الله في المصاحف مكتوب وفي القلوب محفوظ , وعلى الألسن مقروء , وعلى النبي صلى الله عليه وسلم أُنزل )( )
(25) وقال ( والقرآن غير مخلوق )( )
يتبع
الدكتور محمد بن عبدالرحمن الخميس
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )( )
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرا ونساءً واتقوا الله الذي تسآءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )( )
( يا أيها آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما )( )
أما بعد فقد قمت ببحث موسع لنيل درجة الدكتوراه في أصول الدين عند الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى 0 وقد ضمنت المقدمة تلخيص عقيدة الأئمة الثلاثة مالك والشافعي وأحمد وقد طلب مني بعض الفضلاء إفراد عقيدة هؤلاء الثلاثة , ولاستكمال ذكر عقيدة الأئمة الأربعة , رأيت أن أضم إلى ما ذكرته في مقدمة بحثي تلخيص ما بستطه عن عقيدة الإمام أبي حنيفة رحمه الله في التوحيد والقدر والإيمان والصحابة وموقفه من علم الكلام .
والله أسأل أن يكون هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم وأن يوفقنا جميعاً لهدي كتابه والسير على سنة رسوله صلى الله عليه وسلم والله وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
محمد بن عبدالرحمن الخميس
المبحث الأول
بيان أن اعتقاد الأئمة الأربعة واحد في مسائل أصول الدين ما عدا مسألة الإيمان
اعتقاد الأئمة الأربعة – أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد رحمهم الله – هو ما نطق به الكتاب والسنة وما كان عليه الصحابة والتابعون لهم بإحسان وليس بين هؤلاء الأئمة ولله الحمد نزاع في أصول الدين بل هم متفقون على الإيمان بصفات الرب وأن القرآن كلام الله غير مخلوق , وأن الإيمان لا بد فيه من تصديق القلب واللسان , بل كانوا ينكرون على أهل الكلام من جهمية وغيرهم ممن تأثروا بالفلسفة اليونانية والمذاهب الكلامية .. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( ... ولكن من رحمة الله بعباده أن الأئمة الذين لهم في الأمة لسان صدق كالأئمة الأربعة وغيرهم ... كانوا ينكرون على أهل الكلام من الجهمية قولهم في القرآن والإيمان وصفات الرب , وكانوا متفقين على ما كان عليه السلف من أن الله يُرى في الآخرة وأن القرآن كلام الله غير مخلوق , وأن الإيمان لا بد فيه من تصديق القلب واللسان ... ) ( )
وقال ( إن الأئمة المشهورين كلهم يثبتون الصفات لله تعالى ويقولن : إن القرآن كلام الله ليس بمخلوق , ويقولون : إن الله يُرى في الآخرة , هذا مذهب الصحابة والتابعين لهم بإحسان من أهل البيت وغيرهم وهذا مذهب الأئمة المتبوعين مثل مالك بن أنس والثوري والليث بن سعد , والأوزاعي , وأبي حنيفة , والشافعي , وأحمد )( )
وسُئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن اعتقاد الشافعي فأجاب بقوله ( اعتقاد الشافعي رضي الله عنه واعتقاد السلف الأمة كمالك والثوري والأوزارعي وابن المبارك وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه هو اعتقاد المشايخ المقتدى بهم كالفضيل بن عياض وأبي سليمان الداراني وسهل بن عبدالله التستري وغيرهم , فإنه ليس بين هؤلاء الأئمة وأمثالهم نزاع في أول الدين وكذلك أبوحنفية رحمه الله فإن الاعتقاد الثابت عنه في التوحيد والقدر ونحو ذلك موافق لاعتقاد هؤلاء واعتقاد هؤلاء هو ما كان عليه الصحابة والتابعون لهم بإحسان وهو ما نطق به الكتاب والسنة )( )
وهذا ما اختاره العلامة صديق حسن خان حيث يقول ( فمذهبنا مذهب السلف إثبات بلا تشبيه وتنزيه بلا تعطيل وهو مذهب أئمة الإسلام كمالك والشافعي والثوري وابن المبارك والإمام أحمد ... وغيرهم فإنه ليس بين هؤلاء الأئمة نزاع في أصول الدين وكذلك أبو حنيفة رضي الله عنه فإن الاعتقاد الثابت عنه موافق لاعتقاد هؤلاء وهو الذي نطق به الكتاب والسنة ... )( )
***
المبحث الثاني
عقيدة الإمام أبي حنيفة رحمه الله
أ – أقوال الإمام أبي حنيفة رحمه الله في التوحيد
أولاً : عقيدته في توحيد الله وبيان التوسل الشرعي وإبطال التوسل البدعي :
(1) قال أبوحنيفة رحمه الله ( لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به والدعاء المأذون فيه المأمور به ما استفيد من قوله تعالى " ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون .. "( ) )( )
(2) قال أبوحنيفة رحمه الله ( يكره أن يقول الداعي أسألك بحق فلان أو بحق أنبيائك ورسلك وبحق البيت الحرام والمشعر الحرام )( )
(3) وقال أبوحنيفة ( لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به وأكره أن يقول بمعاقد العز من عرشك )( )
ثانياً : قوله في إثبات الصفات والرد على الجهمية :
(4) وقال ( لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين , وغضبه ورضاه صفتان من صفاته بلا كيف , وهو قول أهل السنة والجماعة وهو يغضب ويرضى ولا يقال : غضبه عقوبته ورضاه ثوباه , ونصفه كما وصف نفسه أحدٌ لم يلم ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد , حيٌّ قادر سميع بصير عالم , يد الله فوق أيديهم ليست كأيدي خلقه ووجهه ليس كوجوه خلقه )( )
(5) وقال ( وله يد ووجه ونفس , كما ذكره الله تعالى في القرآن , فما ذكره الله تعالى في القرآن من ذكر الوجه واليد والنفس و فهو له صفات بلا كيف ولا يقال إن يده قدرته أو نعمته , لأن فيه إبطال الصفة وهو قول أهل القدر والاعتزال )( )
(6) وقال ( لا ينبغي لأحد أن ينطق في ذات الله بشيء بل يصفه بما وصف به نفسه ولا يقول فيه برأيه شيئاً تبارك الله وتعالى رب العالمين )( )
(7) ولما سئُل عن النزول الإلهي قال ( ينزل بلا كيف )( )
(8) وقال أبو حنيفة ( والله تعالى يدعى من أعلى لا من أسفل لأن الأسفل ليس من وصف الربوبية والألوهية في شيء )( )
(9) وقال ( وهو يغضب ويرضى ولا يقال غضبه عقوبته ورضاه ثوابه )( )
(10) وقال ( ولا يشبه شيئاً من الأشياء من خلقه ولا يشبه من خلقه لم ينزل ولا يزال بأسمائه وصفاته )( )
(11) وقال ( وصفاته بخلاف صفات المخلوقين يعلم لا كعلمنا , ويقدر لا كقدرتنا , ويرى لا كرؤيتنا , ويسمع لا كسمعنا , ويتكلم لا ككلامنا )( )
(12) وقال ( لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين )( )
(13) وقال ( ومن وصف الله تعالى بمعنى من معاني البشر فقد كفر )( )
(14) وقال ( وصفاته الذاتية والفعلية , أما الذاتية فالحياة والقدرة والعلم والكلام والسمع والبصر والإرادة , وأما الفعلية فالتخليق والترزيق والإنشاء والإبداع والصنع وغير ذلك من صفات الفعل لم يزل ولا يزال بأسمائه وصفاته )( )
(15) وقال ( ولم يزل فاعلاً بفعله والفعل صفة في الأزل والفاعل هو الله تعال والفعل صفة في الأزل والمفعول مخلوق وفعل الله تعالى غير مخلوق )( )
(16) وقال ( من قال لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض فقد كفر , وكذا من قال إنه على العرش ولا أدري العرش أفي السماء أم في الأرض )( )
(17) وقال للمرأة التي سألته أين إلهك الذي تعبده قال ( إن الله سبحانه وتعالى في السماء دون الأرض , فقال له رجل : أرأيت قول الله تعالى ( وهو معكم )( ) قال : هو كما تكتب للرجل إني معك وأنت غائب عنه )( )
(18) وقال كذلك ( يد الله فوق أيديهم ليست كأيدي خلقه )( )
(19) وقال ( إن الله سبحانه وتعالى في السماء دون الأرض فقال له رجل : أرأيت قول الله تعالى ( وهو معكم )( ) قال : هو كما تكتب لرجل إني معك وأنت غائب عنه )( )
(20) وقال ( قد كان متكلماً ولم يكن كلم موسى عليه السلام )( )
(21) وقال ( ومتكلماً بكلامه والكلام صفة في الأزل )( )
(22) وقال ( يتكلم لا ككلامنا )( )
(23) وقال ( وسمع موسى عليه السلام كلام الله تعالى كما قال الله تعالى ( وكلم الله موسى تكليماً )( ) وقد كان الله تعالى متكلماً ولم يكن كلم موسى عليه السلام )( )
(24) وقال ( والقرآن كلام الله في المصاحف مكتوب وفي القلوب محفوظ , وعلى الألسن مقروء , وعلى النبي صلى الله عليه وسلم أُنزل )( )
(25) وقال ( والقرآن غير مخلوق )( )
يتبع
رد: اعتقاد الائمة الاربعة
ب – قوله رحمه الله في القدر :
(1) أخرج أبونعيم عن ابن وهب( ) قال ( سمعت مالكاً يقول لرجل : سألتني أمس عن القدر ؟ قال : نعم , قال : إن الله تعالى يقول ( ولو شئنا لآتينا كل نفسٍ هُداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجِنة والناس أجمعين )( ) فلا بد أن يكون ما قال الله تعالى )( )
(2) وقال القاضي عياض ( سئُل الإمام مالك عن القدرية : مَن هم ؟ قال : ما خلق المعاصي , وسئُل كذلك عن القدرية ؟ قال : هم الذين يقولون إن الاستطاعة إليهم إن شاءوا أطاعوا وإن شاءوا عصوا )( )
(3) واخرج ابن أبي عاصم عن سعيد بن عبدالجبار قال ( سمعت مالك بن أنس يقول : رأيي فيهم أن يستتابوا فإن تابوا وإلا قتلوا – يعني القدرية - )( )
(4) وقال ابن عبدالبر ( قال مالك : ما رأيت أحداً من أهل القدر إلا أهل سخافة وطيش وخفة )( )
(5) وأخرج ابن أبي عاصم عن مروان بن محمد الطاطري , قال ( سمعت مالك بن أنس يسـأل عن تزويـج القـدري ؟ فقرأ ( ولعبـد مؤمن خيرٌ مـن مُشرك )( ) ... )( )
(6) وقال القاضي عياض ( قال مالك : لا تجوز شهادة القدري الذي يدعو ( ) ولا الخارجي ولا الرافضي )( )
(7) وقال القاضي عياض ( سُئل مالك عن أهل القدر أنكف عن كلامهم ؟ قال : نعم إذا كان بما هو عليه , وفي رواية أخرى قال : لا يصلي خلفهم ولا يقبل عنهم الحديث وإن وافيتموهم في ثغر فأخرجوهم منه )( )
ج – قوله رحمه الله في الإيمان :
(1) أخرج ابن عبدالبر عن عبدالرزاق بن همام قال ( سمعت ابن جريج( ) وسفيان والثوري ومعمر بن راشد وسفيان بن عيينه ومالك بن أنس يقولون : الإيمان قول وعمل يزيد وينقص )( )
(2) وأخرج أبونعيم عن عبدالله بن نافع قال ( كان مالك بن أنس يقول : الإيمان قول وعمل )( )
(3) وأخرج ابن عبدالبر عن أشهب بن عبدالعزيز قال ( قال مالك : فقام الناس يصلون نـحو بيت المقدس ستة عشر شهراً , ثم أُمروا بالبيت الحرام فقـال الله تعالى ( وما كانَ الله لِيُضيع إيمانكم )( ) أي صلاتكم إلى بيت المقدس , قال مالك : وإني لأذكر بهذه قول المرجئة : إن الصلاة ليست من الإيمان )( )
د – قوله رحمه الله في الصحابة :
(1) أخرج أبونعيم عن عبدالله العنبري( ) قال ( قال مالك بن أنس : من تَنَقَّصَ أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , أو كان في قلبه عليهم غِل , فليس له حق في فيء المسلمين , ثم تلا قوله تعالى ( والذينَ جاءوُا من بعدِهِم يَقولون رَبَّنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قُلوبنا غِلاً )( ) . فمن تنقصهم أو كان في قلبه عليهم غِل , فليس له في الفيء حق )( )
(2) وأخرج أبو نعيم عن رجل من ولد الزبير( ) قال ( كنا عند مالك فذكروا رجلاً يَتَنقَّص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقرأ مالك هذه الآية ( مُحمدٌ رسوُل الله والذين معهُ أشداء – حتى بلغ – يُعجب الزُّراع ليغيظ بهم الكفار )( ) . فقال مالك ( من أصبح في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته الآية )( )
(3) وأورد القاضي عياض عن أشهب بن عبدالعزيز قال ( كنا عند مالك إذ وقف عليه رجل من العلويين وكانوا يقبلون على مجلسه فناداه : يا أبا عبدالله فأشرف له مالك , ولم يكن إذا ناداه أحد يجيبه أكثر من أن يشرف برأسه , فقال لـه الطالبي : إني أريد أن أجعلك حجة فيما بيني وبين الله , إذا قدمت عليه فسألني , قلـت له : مالك قال لي .
فقال له : قُل .
فقال : من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ .
قال : أبوبكر , قال العلوي : ثم مَن ؟ قال مالك : ثم عمر . قال العلوي : ثم مَن ؟ قال : الخليفة المقتول ظلماً , عثمان . قال العلوي : والله لا أجالسك أبداً . قال له مالك : فالخيار لك )( )
(1) أخرج أبونعيم عن ابن وهب( ) قال ( سمعت مالكاً يقول لرجل : سألتني أمس عن القدر ؟ قال : نعم , قال : إن الله تعالى يقول ( ولو شئنا لآتينا كل نفسٍ هُداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجِنة والناس أجمعين )( ) فلا بد أن يكون ما قال الله تعالى )( )
(2) وقال القاضي عياض ( سئُل الإمام مالك عن القدرية : مَن هم ؟ قال : ما خلق المعاصي , وسئُل كذلك عن القدرية ؟ قال : هم الذين يقولون إن الاستطاعة إليهم إن شاءوا أطاعوا وإن شاءوا عصوا )( )
(3) واخرج ابن أبي عاصم عن سعيد بن عبدالجبار قال ( سمعت مالك بن أنس يقول : رأيي فيهم أن يستتابوا فإن تابوا وإلا قتلوا – يعني القدرية - )( )
(4) وقال ابن عبدالبر ( قال مالك : ما رأيت أحداً من أهل القدر إلا أهل سخافة وطيش وخفة )( )
(5) وأخرج ابن أبي عاصم عن مروان بن محمد الطاطري , قال ( سمعت مالك بن أنس يسـأل عن تزويـج القـدري ؟ فقرأ ( ولعبـد مؤمن خيرٌ مـن مُشرك )( ) ... )( )
(6) وقال القاضي عياض ( قال مالك : لا تجوز شهادة القدري الذي يدعو ( ) ولا الخارجي ولا الرافضي )( )
(7) وقال القاضي عياض ( سُئل مالك عن أهل القدر أنكف عن كلامهم ؟ قال : نعم إذا كان بما هو عليه , وفي رواية أخرى قال : لا يصلي خلفهم ولا يقبل عنهم الحديث وإن وافيتموهم في ثغر فأخرجوهم منه )( )
ج – قوله رحمه الله في الإيمان :
(1) أخرج ابن عبدالبر عن عبدالرزاق بن همام قال ( سمعت ابن جريج( ) وسفيان والثوري ومعمر بن راشد وسفيان بن عيينه ومالك بن أنس يقولون : الإيمان قول وعمل يزيد وينقص )( )
(2) وأخرج أبونعيم عن عبدالله بن نافع قال ( كان مالك بن أنس يقول : الإيمان قول وعمل )( )
(3) وأخرج ابن عبدالبر عن أشهب بن عبدالعزيز قال ( قال مالك : فقام الناس يصلون نـحو بيت المقدس ستة عشر شهراً , ثم أُمروا بالبيت الحرام فقـال الله تعالى ( وما كانَ الله لِيُضيع إيمانكم )( ) أي صلاتكم إلى بيت المقدس , قال مالك : وإني لأذكر بهذه قول المرجئة : إن الصلاة ليست من الإيمان )( )
د – قوله رحمه الله في الصحابة :
(1) أخرج أبونعيم عن عبدالله العنبري( ) قال ( قال مالك بن أنس : من تَنَقَّصَ أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , أو كان في قلبه عليهم غِل , فليس له حق في فيء المسلمين , ثم تلا قوله تعالى ( والذينَ جاءوُا من بعدِهِم يَقولون رَبَّنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قُلوبنا غِلاً )( ) . فمن تنقصهم أو كان في قلبه عليهم غِل , فليس له في الفيء حق )( )
(2) وأخرج أبو نعيم عن رجل من ولد الزبير( ) قال ( كنا عند مالك فذكروا رجلاً يَتَنقَّص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقرأ مالك هذه الآية ( مُحمدٌ رسوُل الله والذين معهُ أشداء – حتى بلغ – يُعجب الزُّراع ليغيظ بهم الكفار )( ) . فقال مالك ( من أصبح في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته الآية )( )
(3) وأورد القاضي عياض عن أشهب بن عبدالعزيز قال ( كنا عند مالك إذ وقف عليه رجل من العلويين وكانوا يقبلون على مجلسه فناداه : يا أبا عبدالله فأشرف له مالك , ولم يكن إذا ناداه أحد يجيبه أكثر من أن يشرف برأسه , فقال لـه الطالبي : إني أريد أن أجعلك حجة فيما بيني وبين الله , إذا قدمت عليه فسألني , قلـت له : مالك قال لي .
فقال له : قُل .
فقال : من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ .
قال : أبوبكر , قال العلوي : ثم مَن ؟ قال مالك : ثم عمر . قال العلوي : ثم مَن ؟ قال : الخليفة المقتول ظلماً , عثمان . قال العلوي : والله لا أجالسك أبداً . قال له مالك : فالخيار لك )( )
رد: اعتقاد الائمة الاربعة
بارك الله فيك و جعل ما قلته في ميزان حسناتك يوم القيامة
يادل ابراهيم- عدد الرسائل : 9
العمر : 41
العمل/الترفيه : مساعد
تاريخ التسجيل : 28/10/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى